فلسطين أون لاين

"أبو دان.." غزِّي يستثمر سطح منزله في الزراعة

...
خان يونس/ هدى الدلو:

رغم عدم تجاوز مساحة سطح منزله المسقوف من ألواح الإسبست 120 مترًا، فإنه استثمره كمصدر رزق له ولعائلته، فحوَّله إلى أرضٍ لزراعة الخضراوات بنوعيها: الصيفية، والشتوية.

تيسير أبو دان (64 عامًا) يقطن في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ورث هواية الزراعة من عمر صغير عن والده، والظروف الاقتصادية الصعبة أجبرته على تحويلها إلى مهنة يسعى من خلالها لتأمين رزقه وعائلته المكونة من 15 فردًا.

من حبه للزراعة والاهتمام بالمزروعات والأشتال، كان لديه مشتل قريب من مكان سكنه يحتوى على الأشجار المثمرة، وأشجار الزينة، ولكنها تحتاج إلى وقت كبير، وعناية متواصلة، ففكَّر بزراعة الخضراوات والفواكه الموسمية التي يمكن أن تحقق فائدة مادية وسريعة الإنتاج.

يقول لصحيفة "فلسطين": "الظروف الاقتصادية والعامة التي يمر بها القطاع كان لها أثر وتسببت بإغلاقه، وأصبحتُ دون مصدر رزق".

خطر في بال أبو دان استثمار تلك المساحة الصغيرة بزراعة منزلية يعتاش منها وعائلته، والفائض يبيعه لجيرانه ومن حوله، يقول: "تُعرف الزراعة بحاجتها إلى مساحات عمل واسعة ككثير من المزارعين، ولكن الأمر بات مختلفًا معي".

وبالأصيص الواحد يزرع 300 شتلة من مختلف أصناف الخضراوات الشتوية الموسمية.

رغم سنه والهموم التي أثقلت كاهله يصعد السلَّمَ الخشبي ليصل إلى سطح المنزل ما يقارب ١٠ مرات في اليوم، والفارق بين الدرجة الأولى والثانية أقل من متر بقليل؛ للعناية بالشتلات الزراعية، والاهتمام بها في ظل عدم تمكنه من شراء أو استئجار قطعة أرض للزراعة فيها.

وتضمن مزروعات أبو دان أصنافًا مختلفة من البطاطس، والباذنجان، والفول والفجل، والطماطم والثوم والبصل، والبازيلاء والملفوف، والبطيخ، والشمام، والفلفل الحار والرومي، والزهرة، وغيرها من الخضار.

ويتابع: "بالرغم من الإرهاق الجسدي اليومي، وساعات العمل الطويلة التي تبدأ من أول ساعات النهار حتى ساعات متأخرة من الليل فإنني أمارس عملي بحب وشغف؛ لكون العمل الذي أعمله هِوايةً لي، قبل أن يكون مهنة".

ليس هناك أجمل من الجلوس بين الطبيعة ولونها الأخضر، وتتناول طعام الفطور مع كوب من الشاي، "فذلك الجو أيضًا يجعل للعمل متعة".

ويعمل أبو دان في ظروف صعبة، حيث تحتاج محاصيله التي يزرعها إلى أراضٍ واسعة، ويجد مشكلة في الري، واحتياطات في فترة المنخفضات الشتوية، إلا أنه يكابد قساوة الأوضاع؛ ليوفر على ذاته الكثير من المال الذي يمكن أن يحتاج إليه في العمل وتأمين احتياجات أسرته.

ويراعي في زراعته اختيار التربة المناسبة، وعدم اعتماده على المواد الكيميائية، ويختار المواد العضوية الصحية، محققًا بإنتاجه اكتفاء ذاتيًّا لعائلته، والفائض منها يبيعه في منافذ البيع التي اعتادت على منتجاته.

ومن معرفته في المجال الزراعي، فإنه يرى أن الكثافة السكانية في القطاع قللت من المساحات الزراعية، وكان ذلك دافعًا أمامه لاستثمار ما يملكه ليوفر لقمة العيش لأطفاله الصغار، وإن لم يوفرها سيضطر إلى أن "يقطع من لحمه الحي لإطعامهم"، وفق تعبيره.