بقدر بصماته الشاهدة على عطائه الكبير وأثره الذي لا تمحوه الذاكرة، رثت القلوب المحبة "جبل فلسطين" وافتخرت الكلمات بـ"سيدي عمر"، منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عن وفاته متأثرًا بفيروس كورونا.
وأعلن اليوم الخميس عن وفاة القيادي في حركة حماس عمر البرغوثي "أبو عاصف" بعد سنوات من المقاومة والجهاد على أرض فلسطين، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا قبل أيام.
مئذنة شامخة
وبدوره، نعى وصفي قبها القيادي في حماس القيادي البرغوثي وكتب قائلا: "اليوم هوت مئذنة شامخة من مآذن فلسطين، اليوم هوت منارة من منارات فلسطين العالية، اليوم نودع قامة إسلامية وطنية عالية من قامات الوطن السامقة".
وأضاف: "اليوم نودع قائدا استثنائيا من قيادات الحركة والدعوة على مستوى الوطن، نودع رجل الفعل الذي علَّم الأجيال كيف يجب أن تسبق الأفعال كل الأقوال وكيف تُترجم الشعارات إلى أفعال".
وأردف: "اليوم نودع أسيرا محررا طحنت رحى سجون الاحتلال أكثر من ثلاثة عقود من عمره الذي أفناه من أجل القضية وحرية الوطن أرضا وشعبا وأسرى ومسرى، اليوم نودع صوتا من أصوات الحق التي لطالما صدحت وانتصرت للمظلومين والمضطهدين والمحرومين والمقهورين".
نصير الأسرى
وأكمل قبها: "اليوم يرحل عنا نصير الأسرى الذي لطالما حمل همهم وانتصر لقضاياهم، في كل الميادين والساحات ولدى كل المؤسسات، واليوم رحل نبض الشعب ووالد الشهيد صالح ووالد الأسير عاصم وشقيق أسطورة الصبر والثبات الأسير المجاهد نائل البرغوثي "أبو النور" الذي دخل عامه الـ41 في سجون الاحتلال".
وتابع: "اليوم صعدت روح الشيخ الداعية المجاهد عمر البرغوثي "أبو عاصف" الى بارئها تاركا لنا مدرسة جهادية ودعوية ومنظومة قيمية دينية ووطنية وأخلاقية كاملة ومتكاملة".
وختم: "لقد كان اسدا هصورا لطالما تردد صوت زأيره في أرجاء الوطن وكان جبلا راسخا، ما لانت له قناة ولا ضعفت له عزيمة ولا فترت له همة وما نال منه الاحتلال، فكان معلمنا الذي غرس فينا قيَّم حب الدين والوطن والتضحية".
جبل فلسطين
ومن جانبها قالت الكاتبة لمى خاطر: "يظلّ هناك من يشعرك رحيلهم باليتم، حتى وإن لم تجمعك بهم قرابة دم، وأبو عاصف أحد هؤلاء، كان إذا تحدث، تشتعل فينا قناديل الإقدام، وإذا لوّح بكفه عقب أوبة من سجن، تنفّست أوردتنا حرية".
وأشارت إلى أن "حياته كانت مواقف عزّ متصلة، سطرها ومعه كل عائلته برجالها ونسائها، فكان وأسرته المثال، نشير إليه كلما تسلل إلى دواخلنا التعب، واهتزّ فينا معنى اليقين والبذل والإباء".
وكتب الكاتب ساري عرابي: "كنت جبلنا يا أبا عاصف، لا نقول خسرنا جبلنا، ولا انهدّ جبلنا، فجبالنا لا تنهدّ، راسخة في نفوسنا، راسخة في تاريخنا، نحبها وتحبنا، جبالنا تحرسنا، عليها أعلامنا وبيارقنا، جبالنا كتف رماتنا، جبالنا سدّ ثغرنا".
وأضاف: "يا أستاذنا، يا معلمنا، بأسك وعطاؤك وثباتك هو علمك الذي خلّفته، وهو علم لا يموت.. رحمك الله، وأعلى درجاتك، وجمعنا بك في مستقرّ رحمته".
أما الناشط والأسير المحرر حازم العاروري كتب: "وأيُ يُتمٍ كهذا اليُتمِ يا ضِفتَنا الغربية، من سيكون صوت المظلومين وأنّاتهم ومن سيكون بركانا على المحتل كمثلك قدم نفسه ربع قرن في الأسر من بعد طريق طويل في الثورة خارج الوطن وداخله على خط النار".
وأردف العاروري: "قدم نفسه وإخوانه وأولاده بين أسير ومطارد وشهيد فداءً للدين والوطن فما لانت له قناة أو عزيمة، اليوم آن لك أن تستريح بعد حياة حافلة من العطاء وبذل الغالي والنفيس، غدا تلتقي روحك وروح ولدك المقاتل صالح أحب الناس لقلبك وتضمه إلى قلبك الحاني".