فلسطين أون لاين

شهر شعبان: أحكامه وفضائله

...
صورة تعبيرية عن شهر شعبان.jpeg
د.عبد الباري خلة

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلًا".

وقال الإمام النووي (رحمه الله تعالى) قَوْلهَا: (كَانَ يَصُوم شَعْبَان كُلّه، كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلًا)، الثَّانِي تَفْسِيرٌ لِلأَوَّلِ، وَبَيَان أَنَّ قَوْلهَا "كُلّه" أَيْ غَالِبُهُ.

وقال الفقيه الطِّيبِيُّ (رحمه الله تعالى): يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُوم شَعْبَان كُلّه تَارَة وَيَصُوم مُعْظَمَهُ أُخْرَى لِئَلا يُتَوَهَّم أَنَّهُ وَاجِب كُلّه كَرَمَضَانَ.

وعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنهما قَال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؟ قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ".

وقال أبو بكر البلخي (رحمه الله تعالى): "شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع".

وقال أيضا: "مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟!".

وعن حكم الصيام بعد النصف من شهر شعبان:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا".

وهذا الحديث يدل على عدم جواز الصيام بعد النصف من الشهر غير أن الحديث الآتي يدل على أنه يجوز لمن كانت له عادة فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم)، قَالَ: لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذلِكَ الْيَوْمَ".

وورد أن النبي (عليه الصلاة والسلام) كان يكثر من صيام شعبان وكان يصوم معظم الشهر مما يدل على أنه كان يصوم بعد النصف من الشهر، فعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ".

وكل ما سبق يدل على أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يصوم بعد النصف الأول فقال الفقهاء: "يجوز الصيام بعد النصف لمن كانت له عادة أو وصله بما قبله أما من لم تكن له عادة أو لم يصله بما قبله فيكره له الصيام وقيل يحرم". والله أعلى وأعلم.