فلسطين أون لاين

تقرير قياديتان: الشيخ أحمد ياسين زرع البذرة الأولى للعمل النسائي الإسلامي بفلسطين

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

اهتمام منقطع النظير أبداه الشيخ أحمد ياسين بانخراط النساء في العمل الإسلامي قبيل تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1987م وبعد هذا التاريخ، ليؤهل قيادات مجتمعية نجحت في تحقيق إنجازات كبيرة في أثناء حياته وبعد استشهاده.

كان ذلك نابع من إدراكه الأهمية الكبرى التي أولاها الإسلام لدور المرأة في المجتمع وبخاصة في تربية الأجيال، كما توضح قياديتان في "حماس" لصحيفة فلسطين.

ووافقت يومَ الاثنين الذكرى السابعة عشرة لاغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ ياسين، حينما أطلقت المروحيات الإسرائيلية ثلاثة صواريخ صوب كرسيه المتحرك، بعد خروجه من صلاة الفجر يوم 22 مارس/ آذار 2004.

دعم وتشجيع

القيادية في الحركة الإسلامية النسائية التابعة لـ "حماس" رجاء الحلبي، بينت أن الشيخ الراحل هو من احتضن بذرة "العمل النسائي الإسلامي" فتفاعل واستقبل مَن لجأن إليه من النساء اللواتي طلبن الانضمام للحركة الإسلامية، فما كان منه إلا الدعم والتشجيع لهن.

وأضافت: "حرص على عقد لقاءات متعددة الأغراض والأهداف مع الحركة النسائية، وأنشأ رياض الأطفال الإسلامية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وكان يجلس مع النساء لتعليمهن أمور دينهن وتحفيظ القرآن".

وأكدت أن الشيخ لطالما حرص على احتضان العمل النسائي الإسلامي، فكان المرجعية له بعد تـأسيسه، إذ وجّه الفتيات لدخول الجامعة الإسلامية ولأن يكون لهنَّ دور في العمل الطلابي.

وقالت الحلبي: "كان إنشاء الجامعة الإسلامية بمنزلة الانطلاقة الحقيقية للعمل النسائي"، مضيفة أن الشيخ ياسين هو من رعى مشروع تحفيظ القرآن للنساء حتى وصل عدد حفظة كتاب الله منهن إلى عدة آلاف.

وأشارت إلى أن الشيخ ياسين كان المرجع لجميع مجالات العمل النسائي، فكان على رأس هيكلية الحركة، قائلة: "فكان فهم الشيخ الصحيح للإسلام الذي يَعُد المرأة شريكة للرجال في شتى أصناف الحياة هو سبب دعمه للنساء بدرجة كبيرة".

وأضافت: "ها هي الحركة النسائية في العقد الخامس لها، ورغم توالي القيادات عليها فإن جميعها تبنت نهج الشيخ ياسين في دعم الحركة النسائية حتى وصلت اليوم إلى عضوية المكتب السياسي لحماس".

ونبهت إلى أن ذلك الأمر ليس وليد اللحظة، فقد سبق أن وصلت المرأة في حماس إلى المجلس التشريعي عام 2006، والوزارات ومن قبل ذلك مشاركتها الفاعلة في أروقة العمل التنظيمي والحركي.

وأوضحت أن عددًا من النساء سبقن الرجال في الانضمام لـ"الحركة الإسلامية" ومبايعتها قبيل الانطلاقة الرسمية لحماس، تزامنا مع اندلاع "انتفاضة الحجارة"، ليمضي الطرفان معًا بعدها في العمل جنبًا إلى جنب بقيادة الشيخ ياسين.

وقالت الحلبي: "قبل الانطلاقة الرسمية كانت البداية الحقيقية لحماس نساءً ورجالًا في الجامعة الإسلامية من خلال الكتلة الإسلامية التي خرّجت أغلب قيادات الحركة"، مشيرة إلى أن العمل الطلابي شهد تنسيقًا كبيرًا بين الجنسين في جميع الأنشطة الطلابية والتعرض للمضايقات والاعتداءات نفسهما من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

بدورها أكدت القيادية في "حماس" كفاح الرملي أن الشيخ ياسين كان يُضرب به المثل في وعيه وفهمه لحقيقة دور المرأة في المجتمع منذ بدايات تأسيسه الحركة الإسلامية في قطاع غزة، فكان يعمل مع النساء جنبا إلى جنب مع الرجال.

وقالت: "كما أنشأ نوادٍ رياضية للرجال، وأنشأ رياض أطفال تقودها نساء مُلِمّات بأمور دينهن ليضمنّ تنشئة الأطفال تنشئة صحيحة، وأنشأ مراكز الخياطة التابعة لجمعية الصلاح الإسلامية لتتعلم المرأة ما ينفع بيتها.

وفي الوقت ذاته -وفقًا للرملي– كان يعقد دروس توعية دينية للمرأة فيما يخصها من أحكام شرعية وبما يفيد في تربية الأبناء، فكان لجهوده ثمرة عظيمة على الصعيد المجتمعي.

وكان لا بد للعمل النسائي من قيادة كان يحرص الشيخ ياسين على انتقائها بحرص، ويلتقي بهن دوريًّا، ويحرص على أن يكون للمرأة كيان مستقل، وألا تذوب شخصيتها في شخصية الرجل، كما تُبين الرملي.

ولتأهيل القيادات النسوية حرص الشيخ ياسين على تأسيس مجلس طالبات للجامعة الإسلامية، كان يلتقي به دوريًّا ويوجه عمله. وتقول الرملي: "حتى النساء في الأراضي المحتلة عام 48م كان لهنّ نصيب من اهتمام الشيخ ياسين، فكان يرسلنا إلى هناك لنعقد نشاطات ومخيمات ولقاءات خاصة بهن".

وتؤكد أن الشيخ ياسين كان صاحب الفضل الأول في إعطاء المرأة دورها القيادي كأم ملتزمة تفهم دورها بالحياة وتشارك في تنشئة الأطفال تنشئة سليمة من خلال رياض الأطفال.

وأشارت إلى حرص الشيخ على إنشاء مؤسسات توفر بيئة مناسبة لطبيعة المرأة بعيدًا عن التشوهات الفكرية والأخلاقية التي كانت موجودة في بدايات تأسيس الحركة الإسلامية.

وواصلت الرملي القول: "فالشيخ ياسين زرع الجذور القوية للعمل النسائي، وأغلب القيادات النسائية الحالية تربت على يديه، فقد كان صاحب التوجيه الأول الذي نستمد منه الهمة والنشاط".

وأضافت: "رغم أنه كان قعيدًا فإنه كان عالي الهمة يمتلك حبًّا كبيرًا للإسلام.. فكان نعم الأب والمربي".