فلسطين أون لاين

غزة أعطتكم وهي الآن تنتظركم

منكم وإليكم.. شعار جيد ترفعه بلدية غزة. البلدية تحت رئاسة الدكتور المهندس يحيى السراج، ترفع شعار غزة تستحق منا أكثر من ذلك، غزة أعطتنا كثيرًا، وما زالت تعطينا، ومن حقها علينا أن نعطيها بعضًا مما أعطتنا. رد الجميل خُلُق واجب عند كل كريم، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

بلدية غزة وإن انتقدها المنتقدون تحاول أن تسير في الطريق الصحيح، ليس في باب تقديم الخدمة العامة للمجتمع، بل وفي باب تطوير المدينة والارتقاء بها.

ما لا يُدرك كله جدير ألّا يُترك جُله، وإذا تراجعت المنح الخارجية، فالموارد الذاتية وإن قلت يجدر أن تُموِّل المسيرة التي يجدر ألا تتوقف. مؤسسات الاستثمار الفلسطيني، ورجال الأعمال الفلسطينيون مدعوون اليوم أكثر من ذي قبل للتعاون مع المجلس البلدي في تطوير غزة. غزة أعطتكم وهي الآن تنتظركم.

أمس الاثنين ٢٢ مارس، سعدتُ بلقاء رئيس البلدية وطاقمها من المهندسين في قاعة رشاد الشوا للمؤتمرات في لقاء مفتوح مع المجتمع الغزي لمناقشة مخطط مشروع تطوير شاطئ البحر وشارع الرشيد. المهندسون عرضوا تفاصيل المخطط على الحضور، وطلبوا منهم المشاركة في النقاش وتقديم مقترحاتهم، وانتقاداتهم، وإضافاتهم، ليكونوا شركاء في خدمة مدينتهم.

في اللقاء استمعت لشرح وافٍ للمخطط، واستمعت لمداخلات ونقاشات راقية من الحضور، فشعرت بسعادة غامرة، وقلت: أهذا يحدث في غزة، مدينتا الرازحة تحت الاحتلال والفقر والحصار؟! أهذا في مدينتا المنطقة الأكثر اكتظاظا في عدد السكان؟! ٧٠٠٠٠٠ مواطن في مدينة غزة نصفهم يزورون شاطئ البحر ويرغبون أن يستمتعوا بساعات مريحة، ولديهم مطالب ورغبات، يعوق تحققها قلة المال المتوفر في البلدية، وضعف المشاركة من القطاع الخاص.

ما رأيته وسمعته كنت أقرأ عنه في الصحف الغربية، وكأنه ظاهرة تختص بهم لأنهم الأكثر تطورا، والأغنى مالا. هذه الفكرة تغيرت عندي الآن؛ بلدية غزة تقدم نموذجا راقيا للمشاركة الاجتماعية في التنمية والتطوير تنافس فيه النماذج الغربية.

صحيفة فلسطين رائدة الحقيقة، كانت الراعي الحصري الإعلامي لهذا المخطط، وقد وزعت بوسترًا ملونًا بمساحة صفحة كاملة مع عدد أمس على جميع القراء؛ قناعة منها أن النجاح نصنعه معًا، ونقطف ثماره معًا. نحن شركاء في الوطن، وشركاء في الخدمة، وقد آن الأوان لتغيير الصورة النمطية السالبة عن عمل البلديات، والمجالس البلدية. نحن أمام مجلس بلدي واعد ومتواضع يسير على جادة بيضاء ومسيرة مضاءة بعزيمة الرجال. تمنياتي لهم بالتوفيق.