هل بدأت الانتخابات الفلسطينية للمجلس التشريعي؟! لجنة الانتخابات أعلنت بدء استقبالها للقوائم الانتخابية. مصادر إعلامية تقول إن قائمتين تقدمتا حتى الآن: قائمة قدمها مفيد الحساينة وزير الأشغال العامة السابق من غزة، وتحمل قائمته اسم (فلسطين للجميع). وقائمة ثانية وهي قائمة التغيير الديمقراطي، وهي مشكلة من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ونشطاء حركات شبابية ومستقلين، وقد تم تسجيلها في مدينة البيرة في الضفة الغربية. وأعلن تيار دحلان الإصلاحي عن معايير اختيار أعضاء قائمته الانتخابية.
يستفاد مما تقدم من قوائم أن اليسار الفلسطيني لن يجتمع في جبهة واحدة ولا في قائمة مشتركة، وأن قائمة فلسطين للجميع هي قائمة مستحدثة لا تملك وسائل الإعلام معرفة بها ولا ببرنامجها، وعلى المحللين الانتظار لمعرفة أشخاص القائمة وتوجهاتهم، وما هو برنامج القائمة.
المتابعون لشؤون الانتخابات لا يتوقعون الإعلان عن قائمة فتح الانتخابية، ولا عن قائمة حماس الانتخابية في وقت مبكر من المدة المسموح بها، وذلك يرجع في ظني إلى أن مخاض اختيار المرشحين لم يصل إلى نهايته، وأن التكتيك السياسي يرجح الإعلان عن القائمتين في وقت متأخر من الفترة المسموح بها.
ويبدو أن قائمة الملتقى الديمقراطي برئاسة القدوة ستتشارك مع التيار الإصلاحي بقيادة دحلان في قائمة مشتركة، بحيث يتنسى لهم توفير أعضاء في جميع محافظات غزة والضفة، وأن يكون لكل عضو وزن جماهيري يمنح القائمة أصواتًا جيدة في منطقة نشاطه.
وعليه ربما تكون المنافسة شديدة بين ثلاث قوائم انتخابية هي: قائمة حماس، وقائمة فتح المركزية، وقائمة الملتقى والتيار. ولن يكون اليسار منافسًا قويًّا في هذه الانتخابات إذ فشل في توحيد جبهاته معًا.
الناخب الفلسطيني لديه هموم، ولديه قضايا عديدة، وهو يبحث عن القائمة التي تملك مصداقية في معالجة قضايا، وتخليصه من همومه، ولذلك سينظر الناخب الواعي إلى البرامج كما ينظر إلى الأشخاص وسيرتهم، ومع ذلك تبقى لكل قائمة كتلة صلبة من الناخبين (بلوك) ستنتخب على الولاية الحزبية، ولكن الولاية الحزبية لا تمنح أي قائمة فرصة التفوق؟! التفوق والفوز بأعلى نسبة من المقاعد تأتي من الناخب غير المنتمي للأحزاب، وعلى هؤلاء ستتصارع الدعاية في الأيام القادمة. نعود فنقول: هل بدأت الانتخابات؟! الجواب: نعم، ولكن الانتظار قبل الجواب أفضل.