فلسطين أون لاين

قراءة في البيان الختامي

قرأت البيان الختامي لاجتماعات القاهرة في ١٦و١٧/٣/٢٠٢١م وأعدت القراءة فوجدت نفسي أسائل نفسي بالقول أين التفاصيل؟! ما في البيان كلام عام، وصياغة جيدة مريحة، ولكن ليس به معلومات مفصلة ودقيقة، فهل تعمد المجتمعون أن يضعوا الرأي العام في العناوين العامة، وأن يغادروا التفاصيل لأن الشيطان يكمن في التفاصيل؟ أم هم حبسوا التفاصيل على فصائلهم لدراستها، ومن ثمة تقييمها، وهم خارج المساحة المصرية؟ هل سنشهد تسريبات، أو تصريحات تخالف روح ما في البيان الختامي من لغة توافقية وتصالحية؟!

خذ مثلا في بند (٤) يقول البيان: اعتبار مؤتمر الأمناء العامين في حالة انعقاد دائم لمتابعة ما تم التوافق عليه. كيف سيتم ذلك؟ البيان لم يقُل شيئا؟ منذ أن اتفقت الفصائل على تفعيل مجلس الأمناء العامين قبل بضع سنين لم يجتمعوا إلا مرتين، حين قرر عباس دعوتهم؟ فهل هذا القول ترضية معنوية، أم ثمة نقاط وأجندة خاصة بهم تم الاتفاق عليها؟!

وخذ مثلا آخر: في بند (٥) يقول البيان: وأكد المجتمعون وحدة الأراضي الفلسطينية قانونيا وسياسيا، وضرورة أن تجرى الانتخابات القادمة في القدس والضفة وقطاع غزة، والتصدي لأي إجراءات قد تعيق إجراءها خاصة في القدس.

جيد، والسؤال يقول: هل هناك فصيل فلسطيني يزعم أن الأراضي الفلسطينية غير موحدة قانونيا وسياسيا حتى احتاج المجتمعون إلى تأكيد هذه الحقيقة التاريخية والفطرية، والتأكيد في اللغة يكون إذا وقع شك، فهل هناك شكوك واقعة فعلا؟! وإذا كانت (إسرائيل) ستعطل الانتخابات عامة، أو في القدس خاصة، فما آليات مواجهة التعطيل؟! الصياغة تفتح بابا للتعطيل منسوبًا ربما سلفا لدولة الاحتلال؟!

وأخيرا وليس آخرا يقول البيان في البند (٦): أكد المشتركون استكمال تشكيل القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية الشاملة وتفعيلها وفقا لبيان لقاء الأمناء العامين الأخير.

جيد ولكن بيان الأمناء العامين بتشكيل قيادة موحدة لإدارة المقاومة الشعبية كان قبل أشهر عديدة، والقيادة لم تشكل، لأن طرفا متنفذا لا يريدها على أرض الواقع، وحين خرجت احتجاجات شعبية قمعها وطارد كوادرها؟! ثم متى ستستكمل؟! هل ثمة تاريخ مضروب لتحقيق الاستكمال؟! ومن منع الاستكمال قبل أشهر؟! وما برنامج تفعيلها؟!

الأسئلة حول البيان الختامي عديدة، وقديما قالوا: (خف بتعوم)، وحين أكلنا الخبز بما فيه من رمل، قالوا لنا: (عوّم وابلع ولا تمضغ؟!). البيان قد لا يلبي طموح المحللين، ولكنه أفضل الممكن عند السماع، والعبرة ليست في التحليلات وإنما العبرة في الوقائع على الأرض، وإن غدًا لناظره قريب.