قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. صائب عريقات: إن الولايات المتحدة الأمريكية خارج أية ضغوط مالية أو اقتصادية فلسطينية بحق حركة حماس، وإن الغرض من أية ضغوطات على حماس هي ضمان وحدة فلسطين، والمطلوب الآن هو وحدة سياسية تضم 26 حزبًا وهي الأحزاب الناشطة في فلسطين المكونة من الضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس، على حد تعبيره.
تصريحات عريقات توحي بأن الولايات المتحدة الأمريكية بريئة من الضغط على حماس وهذا شيء مخالف لما تعترف به الولايات المتحدة نفسها من عداء لحماس واعتبارها حركة إرهابية بل واعتبار كل فلسطيني يقاوم الاحتلال الإسرائيلي هو إرهابي يجب محاربته إن كان طليقًا وقطع المعونات المالية عنه وعن أسرته إن كان معتقلا، هذا من ناحية ثم من ناحية أخرى هل نسي عريقات أن أول من فرض الحصار المالي على السلطة كانت الولايات المتحدة حين فازت حركة حماس في التشريعي وشكلت حكومة برئاسة السيد إسماعيل هنية؟ لا أعلم لماذا يبرئ عريقات أمريكا من جرائمها التي تعد من وجهة نظر أمريكية وإسرائيلية أنها إنجازات وليست جرائم.
أخطر ما في تصريح عريقات أنه يشرعن دون قصد سياسة العقاب الجماعي، ونحن كشعب محتل أكثر من عانى من تلك السياسة، فبعد هذه التصريحات يمكن لـ(إسرائيل) ارتكاب أفظع الجرائم ضد غزة بذريعة الضغط على حماس وقد فعلتها قبل ذلك ولكن لم يكن هناك من أحد يقبل بتلك السياسة، وقد تلجأ أيضًا لعقاب سكان الضفة الغربية بشكل جماعي حتى ترضخ السلطة الفلسطينية لكل مطالبها وحينها لا يمكن لكبير المفاوضين أن يعترض على سياسة العقاب الجماعي في الضفة لأنه قبل بتلك السياسة من حيث المبدأ.
ثم كيف يتصور عريقات أن الضغط يمكن أن يؤدي إلى وحدة وطنية أو إنهاء الانقسام؟ الضغط على غزة لا يولد سوى الانفجار ضد المحتل الإسرائيلي فقط، لأنه العدو الوحيد للشعب الفلسطيني؛ ولأن الشعب سيفوت على (إسرائيل) فرصة الاقتتال الداخلي واستمرار الانقسام إلى الأبد، وسيكتشف الجميع أن الوحدة الوطنية لا تكون إلا بالحوار وتقديم بعض التنازلات من الطرفين دون تفريط في المبادئ.