فلسطين أون لاين

في الذكرى الـ15 لاختطافهم

تقرير أهالي الأسرى يتضامنون مع الشوبكي وسعدات ويدعون إلى دعمهم

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

لم يغفل أهالي أسرى قطاع غزة عن مساندة الأسير اللواء فؤاد الشوبكي، والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، في الذكرى الخامسة عشرة لاختطافهم ورفاقهم من سجن أريحا.

ورفع عدد من أهالي أسرى القطاع، ومتضامنون معهم، صورًا للأسير المسن الشوبكي، وسعدات، ولافتات كتب عليها: "الأسرى في خطر، وأين أنتم من معاناة أسرانا؟!"، مرددين هتافات منها: "للشوبكي وسعدات تحية من غزة الأبية، هبو وقوموا يا بشر، الأسرى في خطر".

واختطفت قوات الاحتلال في 14 آذار/ مارس عام 2006م، كلًّا من سعدات والشوبكي ورفاقهم من سجن أريحا، بعدما حاصرت السجن الذي انسحب منه حينها المراقبون البريطانيون والأمريكيون.

وكانت الأجهزة الأمنية في رام الله، أوقفت سعدات ورفاقه في 15 يناير/ كانون الثاني 2002، وأودعتهم سجن أريحا بتهمة قتل وزير السياحة الإسرائيلي، وتهريب أسلحة، إذ خضعوا للاعتقال تحت رقابة أمريكية وبريطانية، ضمن اتفاق مقابل فك الحصار عن الرئيس الراحل ياسر عرفات.

أوضاع مأساوية

ويدعو المسن إبراهيم ماضي، كل المؤسسات الحقوقية والدولية للعمل على حماية الأسرى القابعين خلف قضبان السجون وعلى رأسهم الأسير الشوبكي (82 عامًا) الذي يعاني أوضاعًا صحية صعبة من جراء مواصلة اعتقاله في ظروف قاسية.

ويقول ماضي، الذي يريد الاطمئنان على ابنه "حسني" المعتقل في شهر مايو/ أيار 2016 وحكم عليه بالسجن خمسة أعوام: "أوضاع الأسرى وخاصة المرضى وكبان السن مأساوية خاصة بعد انتشار فيروس كورونا في صفوفهم".

ويشير إلى أنه لم يتمكن من زيارة نجله القابع في سجن "النقب" الصحراوي، إلى أن الاحتلال يحرمه من الزيارة منذ نحو عامين بذريعة كورونا، معربًا عن مخاوفه إزاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى، أو أن يصاب نجله بمكروه قبل الموعد المقرر للإفراج عنه بعد شهرين.

ولا يختلف الحال عن كثيرًا مع السبعيني رمضان البابا، والد المحرر شادي الذي أبعده الاحتلال عن ذويه إلى الضفة الغربية المحتلة فور الإفراج عنه في 4 أغسطس/ آب 2016.

ويقول البابا لصحيفة "فلسطين": تمر الذكرى الخامسة عشرة على اعتقال الشوبكي وسعدات في حين لا تزال الجهات المعنية تصم آذانها عن معاناتهم وما يتعرضون له خلف القضبان، داعيًا الكل الفلسطيني للتوحد والعمل من أجل الإفراج عن جميع الأسرى.

ويحرص البابا، دومًا على حضور الفعاليات المساندة والداعم للأسرى رافعًا بين يديه صورًا لأقدم أسيرين في العالم "كريم وماهر يونس"، مؤكدًا عدم تخليه عن الوقوف إلى جانب الأسرى حتى تحريرهم من خلف القضبان أو أن يتوفاه الله عز وجل.

في حين يقول المتحدث باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين منتصر الناعوق: إن جريمة اختطاف الأسيرين الشوبكي وسعدات، ورفاقهم ستظل شاهدًا على إجرام الاحتلال وتغوله على شعبنا وقيادته.

وينبه الناعوق في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن المسن الشوبكي يعاني أمراضًا مختلفة ويمارس بحقه والأسرى عمومًا جريمة الإهمال الطبي المخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية، مناشدًا أصحاب الضمائر الحية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية للوقوف عند مسؤولياتهم بتوفير احتياجات الأسرى والعمل على تحريرهم.

مشاركة دولية

وفي السياق ذاته، نظمت لجنة الأسرى في الجبهة الشعبية مسيرةً واعتصامًا جماهيريًّا أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة، أمس، في الذكرى الـ15على اختطاف الأمين العام للجبهة ورفاقه.

ورفع المشاركون في الاعتصام صورًا لسعدات والنائب المعتقلة خالدة جرار، وعدد من الأسرى.

ويقول عضو اللجنة المركزية للجبهة ومسئول لجنة الأسرى الأسير المحرر عوض السلطان: ستبقى الذكرى وصمة عار على جبين من شارك في احتجاز سعدات ورفاقه، واصفًا اعتقالهم بالجريمة التي شاركت فيها أطراف محلية ودولية.

ويؤكد أن الجبهة ستستمر في نضالها من أجل وقف كل أشكال الاعتقال السياسي على خلفية مقاومة الاحتلال، وملاحقة كل رموزه، مشيدًا بجهود الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى.

ويدعو السلطان، لمواصلة حملات دعم وإسناد الأسرى في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم القائد سعدات، مؤكدًا ضرورة استخدام كل الأشكال النضالية ووسائل المقاومة من أجل تحريرهم، إضافةً لفضح كل ممارسات وانتهاكات الاحتلال بحقهم على المستوى الدولي.

من جانبه، أبرق الأسير المحرر ثائر الزعانين، في كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية بالتحية إلى الأسرى داخل سجون الاحتلال وعلى رأسهم القائد سعدات، وشيخ الأسرى الشوبكي.

وقال الزعانين: "في ذكرى اقتحام سجن أريحا نقول للاحتلال بأن أسرانا سيبقون مقلة عيوننا، ولن ننساهم، فهم من قدموا أرواحهم وأجسادهم من أجل فلسطين، وما زالوا قابضين على الجمر يقارعون السجان من نقطة الصفر".

رواتب مقطوعة

إلى ذلك، نظم الأسرى المحررون والجرحى وعوائل الشهداء المقطوعة رواتبهم، وقفة احتجاجية أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة، أمس، لمطالبة السلطة في رام الله، بإنهاء معاناتهم وصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية.

ورفع المشاركون في الوقفة، لافتات كتب عليها: "رواتبنا حق وطني مشروع ويكفله القانون الفلسطيني، وأعيدوا لنا رواتبنا"، وأخرى كتب عليها: "قوت أبنائنا أمانة في أعناقكم".

وأكد المحرر محمد أبو جلالة، في كلمة له، أن راتب الأسرى والشهداء والجرحى مكفول بموجب القانون الفلسطيني.

وقال أبو جلالة، الذي أمضى 20 عامًا في سجون الاحتلال: "جئنا للتضامن مع أهالي الشهداء والجرحى والأسرى الذين قطعت رواتبهم من قبل سلطات الاحتلال"، متسائلًا: "أهكذا يا سيادة الرئيس تكافئ أهالي الشهداء والجرحى والأسرى لجهادهم ونضالهم عن أرضهم وقضيتهم؟!".

وأضاف: "يعاقب الشهداء والجرحى والأسرى في قوت أبنائهم لأنهم دافعوا عن قضيتهم العادلة"، مشددًا: "إن كانت السلطة تتغنى بحرصها على الشعب الفلسطيني وقضيتهم فعليها أن تعيد رواتبهم المقطوعة وتقف إلى جانبهم لا أن يتركوا في الشوارع للمطالب بحقوقهم".

ودعا الكل الفلسطيني للوقوف إلى جانب أبناء الشهداء والجرحى والأسرى للوقوف إلى جانبهم حتى نيل حقوقهم، والعمل من أجل تحقيق العدل لذوي الشهداء والجرحى والأسرى بإعادة رواتبهم بأثر رجعي.

وتواصل السلطة في رام الله انتهاك القانون الأساسي من خلال قطعها رواتب مئات الأسرى والمحررين على خلفيات سياسية، ووفقًا لتقارير كيدية، وهو ما يزيد من صعوبة الحالة الاقتصادية لهم، خاصة أن غالبيتهم لا يوجد لديهم أي دخل شهري آخر.