هل باتت قيادات فتح تعمل في طقس ساخن؟ أو قل هل قضية الانتخابات التشريعية والرئاسية هي التي رفعت من حرارة الطقس في هذه الحركة العتيدة؟ لا أحد يمكنه القول إن طقس هذه الأيام هو طقس عادي، يشبه ما كان قبل مراسيم الانتخابات، وقبل القدوة. واقع الحال يقول إن درجات الحرارة المتوقعة في قابل الأيام ستزداد ارتفاعا.
الراصد الفلكي يقول: اقرأ ما قاله حاتم عبد القادر لتتعرف إلى درجات الحرارة المتوقعة لاحقا. يقول حاتم، القيادي في حركة فتح: (الأسير مروان البرغوثي عازم على الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية، ولن يرشح نفسه للمجلس التشريعي. ويقول: هذا حقه، وليست فقط رغبته، وإنما رغبة قطاع كبير من الشعب الفلسطيني. وقال: مروان البرغوثي بات حالة تعبر عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني في التغيير الحقيقي. نحن في حاجة إلى مرشح إجماع وطني، قادر على النهوض بأعباء وتحديات المرحلة القادمة، وقادر على إحداث تغيير في حياة الشعب الفلسطيني. وقال: الفصائل الفلسطينية جميعا لها موقف إيجابي من مروان البرغوثي، سواء حركة حماس أو اليسار. مروان يمثل القاسم المشترك في حركة فتح، والشعب الفلسطيني، وهو حالة نضالية وعنوان وطني، وليس مجرد تيار أو مجرد أشخاص. مروان يريد الارتقاء بوحدة حركة فتح، ويريد شروطا ومعايير تنسجم مع رغبات الشعب الفلسطيني، وتنسجم مع مطالب التغيير الحقيقي) انتهى الاقتباس.
الاقتباس لا يحتاج إلى تعليقات أو تحليلات، فالأمور واضحة، واللغة واضحة، عباس لا يمثل حالة إجماع في حركة فتح، ولا يمثل قاسمًا مشتركًا داخل فتح وداخل الشعب والفصائل. مروان قاسم مشترك بين فتح موحدة، وحماس، واليسار، والتيار الإصلاحي الفتحاوي، والملتقى الديمقراطي الذي دشنه ناصر القدوة. مروان عنوان وطني، وغيره ليس كذلك. مروان منقذ ويملك التغيير، وغيره ليس كذلك. مروان منسجم مع رغبات الشعب، وغيره ليس كذلك. مروان رمز النهوض القادر على تحمل الأعباء والتحديات، وغيره ليس كذلك.
هذه العبارات المركزة أشبه بمواقد غاز تشتعل بهدوء تحت صفيح حركة الانتخابات، وتذهب بفتح نحو ضرورة تغيير الواقع القائم، وعلى المتابع أن يتذكر أن هذه النيران اشتعلت بعد فصل ناصر القدوة، وما لحق بالفصل من تداعيات، وملاسنات، بعد زيارة حسين الشيخ لمروان في سجنه.