عدّت عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس د. جميلة الشنطي انتخابها عضوًا في المكتب الجديد للحركة، تتويجًا لمشاركة المرأة في مراكز صنع القرار في الحركة.
وقالت الشنطي في حديث لصحيفة "فلسطين": إن انتخابها ضمن تشكيلة المكتب السياسي في إطار الانتخابات التي جرت مؤخرا للحركة رغم أنها سابقة رسميا فإن ذلك لا يعني عدم وجود المرأة في مراكز صنع القرار المختلفة بالحركة.
وأضافت أنه بعد اتساع العمل السياسي للحركة ودور المرأة في جميع مجالاته، تمت خطوة الإعلان الرسمي عن ذلك، أما في الحقيقة فالمرأة تشارك في اتخاذ أصعب القرارات الحركية.
والشنطي من الشخصيات السياسية التي برزت بعد فوزها في عضوية المجلس التشريعي في انتخابات عام 2006، وتولت في وقت لاحق منصب وزيرة شؤون المرأة، وهي حاصلة على الدكتوراة في أصول التربية.
ولفتت إلى أنها لمست خلال زيارتها عددا من الدول الخارجية، أن حماس حركة إسلامية رائدة في العمل النسوي من حيث التنظيم وترتيب العمل وقواعده؛ ما يجعلها حركة مؤسساتية بجانب كونها حركة تنظيمية.
وأكدت أن الحركة النسائية في حماس لديها عمل منظم وإنتاج جيد ووجود في المجتمع في مختلف الجوانب الخيرية والتعليمية، وتحوز ثقة كبيرة لدى غالبية الأوساط، حتى تلك المخالفة لها سياسيا، لمعرفتها بأن هذه المؤسسة تشهد أمانة وإخلاصا في العمل.
وعدَّت وجود المرأة في المكتب السياسي للحركة نتاج وجودها في مختلف الأماكن كالمساجد والمدارس والنقابات، وجهدًا متراكمًا بذلته طواقم الحركة النسائية في مختلف المناطق الجغرافية.
ونبهت الشنطي إلى أن حماس حركة وسطية، بخلاف ما يتهمها به أعداؤها من إلصاق صفة "التشدد" بها كما يتهمون بذلك الحركات الإسلامية الأخرى، مردفة أن "الحركة تعمل في جميع القطاعات ملتزمة القواعد الشرعية التي هي خط أحمر بالنسبة إلينا، لكننا لا نُحرِّم الحلال بما فيه مشاركة المرأة في العمل السياسي".
ولفتت إلى أن النساء في حماس، كل أبواب العمل مفتوحة لهن، يشاركن في كل مجالات العمل ويسافرن لتمثيل الحركة في الخارج.
خدمة الشعب
وأشارت إلى أن عملها عضوا في المكتب السياسي لحماس سيعزز خدمة أبناء شعبنا وخاصة المرأة وسيتيح لها الوصول إلى قطاعات عريضة خاصة بالمرأة على اختلاف انتمائها "ما يتيح لنا توحيد الجهود ويكون عاملا للوحدة الوطنية والتقارب والعمل المشترك بعيدا عن التجاذبات السياسية، خدمةً للوطن".
وبحسب الشنطي، فإن انتخابات حركتها الداخلية حظيت باهتمام عربي وإسرائيلي وعالمي بالغ عكس قدرة الحركة المحاصرة، وفي ظل اقتراب الانتخابات العامة الفلسطينية، على إجراء انتخابات في هذا الوقت الصعب والدقيق وفي جو من الأريحية من التنافس الرائع.
وأضافت أن "انتهاء العملية الانتخابية من المحليات للكبريات للمكتب السياسي بهذا الشكل دون نزاعات أو شقاقات كما يحدث في بعض الفصائل، عكس صورة رائعة من التوافق داخل الحركة تستحق بموجبه الاحترام من العالم بما فيه الاحتلال الإسرائيلي".
من جهتها، بينت القيادية في حماس اعتماد الطرشاوي أن انتخاب امرأة عضوا للمكتب السياسي استحقاق طبيعي لجهادها وجهدها الكبير في كل مجالات عمل الحركة الإدارية والتنفيذية، حيث أدارت الحركة النسائية ملفات مهمة لخدمة أبناء شعبنا.
وأعربت الطرشاوي في حديث لـ "فلسطين" عن أملها أن تشهد الانتخابات المقبلة وصول المرأة إلى مزيد من مراكز صنع القرار في الحركة، عادة ذلك أيضا استحقاقًا طبيعيًا.
وقالت إن هذا الأمر يشكل تحديا أمام المرأة، والمطلوب منها أداءً أفضل وأدوارا أهم، والمشاركة الفعالة في كل اللجان والأجسام الإدارية والفنية، وألا يكون وجودها "مجرد ديكور"، مشيرة إلى أن الدور الفعال للمرأة يتطلب وعيا منها وباستمرار.
ولفتت إلى أن عضوية المكتب السياسي للمرأة كان مطلبا سابقا للحركة النسائية في حماس، ومطلبا شاملا للحركة ككل، إلى أن احتوى النظام الجديد للحركة هذا الاستحقاق، مردفة: "حماس لا تهمش النساء، بل لها حركة نسائية كبيرة تضم آلاف النساء وتحمل ملفات كاملة إدارية وفنية وجماهيرية تديرها المرأة بكفاءة واقتدار، أثبت ذلك فعلها على الأرض حتى جاءت عضويتها في المكتب السياسي لتتيح لها مزيدًا من العمل".
ونبهت إلى أن اللافت للنظر تسليط الإعلام العربي والدولي اهتمامه على انتخابات الحركة بعد نزع حماس عامل السرية بخصوص انتخاباتها، على عكس ما كان في السابق "لكنها الآن لكونها أصبحت من أقوى الحركات السياسية الفلسطينية ارتأت تسليط الضوء على انتخاباتها التي جاءت شفافة ومؤسسية".