قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر الطاهر: إن حوار الفصائل في القاهرة الذي سينعقد بعد أيام قليلة، سيبحث ملفي منظمة التحرير والتوافق على الرؤية السياسية للمرحلة القادمة بعيدًا عن اتفاقية أوسلو، مشيرًا إلى أن الجبهة لم تحسم شكل مشاركتها في الانتخابات "وكل الاحتمالات لديها واردة".
وأوضح مسؤول الدائرة السياسية في الشعبية والمقيم في سوريا في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن تركيز الفصائل سينصب على كيفية إعادة إحياء مؤسسات منظمة التحرير من جديد، بحيث تصبح ممثلًا للكل الفلسطيني، والإطار الجامع له داخل فلسطين وخارجها، بعيدًا عن سقف اتفاق أوسلو وملحقاته.
وأكد الطاهر وجود ضرورة مُلحة لبحث كيفية إعادة بناء مؤسسات المنظمة وتفعيل دوائرها، وترتيبات عقد المجلس الوطني الفلسطيني واختيار ممثليه بالانتخاب، حيث أمكن، وبالتوافق في الأماكن التي تتعثر فيها الانتخاب.
أما فيما يتعلق بالقضية الثانية التي سيناقشها حوار القاهرة في 17 مارس/ آذار المقبل، فهي "الرؤية السياسية للمرحلة القادمة، إذ بات واضحًا أن التمسك بأوسلو التي وقعتها المنظمة مع (إسرائيل) أوصلنا إلى طريق مسدود بعد أن فشلت الاتفاقية فشلًا كاملًا".
وبيّن الطاهر أن مؤسسات المنظمة سواء المجلس الوطني أو المركزي، اتخذت قرارًا بالتخلص من اتفاقيات أوسلو وإنهائها ووقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: "عنوان الرؤية السياسية للمرحلة القادمة ينبغي أن ينطلق من أهمية توحيد الساحة الفلسطينية أولًا، والاتفاق على برنامج عمل سياسي يقوم على قاعدة المقاومة وتعديل ميزان القوى ومواجهة الاحتلال ومخططاته الاستيطانية وتهويد القدس والسيطرة على الأرض الفلسطينية".
وشدد على ضرورة استخلاص العبر من البرنامج السياسي في المرحلة الماضية، خاصة بعد وصول ما سُمي بـ"عملية السلام" الزائفة لطريق مسدود.
وتابع: "لا بد للبرنامج السياسي الجديد أن يستند إلى قاعدة مواجهة الاحتلال، وهذا ما جاء في وثيقتي الوفاق الوطني والأسرى اللتين تتحدثان عن المقاومة وأهميتها واللجوء لأشكالها كافة".
عقبة أمام الانتخابات
وحول القرارات بقانون التي أصدرها رئيس السلطة محمود عباس أخيرًا، لم يستبعد عضو المكتب السياسي للجبهة أن تُشكل عقبات أمام سير العملية الانتخابية، منبهًا إلى أن هذه القضايا ستكون موضع نقاش الفصائل في القاهرة.
وفي الآونة الأخيرة، أصدر عباس مجموعة من قرارات بقانون، منها ما يمس استقلالية القضاء والجمعيات الخيرية والهيئات الأهلية والنقابات والاتحادات المختلفة، غير مكترث للنداءات التي تطالبه بوقف هذه الإصدارات، لكونها تمس استقلالية عملها.
وفيما يتعلق بإمكانية استكمال إجراء الانتخابات في ظل الشكوك التي تراود الكثيرين من إمكانية إتمامها، أجاب الطاهر: "كل الاحتمالات واردة، وهناك مراسيم صدرت لسير العملية الانتخابية؛ فالانتخابات قد تتم أو قد تنشأ عقبات، لا نعرف ما هو المستقبل المكتوب لها".
ولم يستبعد أن يكون لخلافات حركة فتح الداخلية انعكاسات على إجراء الانتخابات بطريقة شفافة ونزيهة، قائلًا: "ما يهمنا في الجبهة هي وحدة الفصائل ونحرص على ذلك ما أمكن".
ودعا الطاهر إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية بين جميع الفصائل، ومكونات الشعب الفلسطيني، من أجل تسهيل سير العملية الانتخابية بطريقة شفافة.
مشاركة الجبهة والموقف الأوروبي
وفي موضوع شكل مشاركة الجبهة الشعبية في الانتخابات القادمة، ردّ مسؤول الدائرة السياسية بأن "هذا الأمر ما زال موضع نقاشات مستمرة، ولم يُتوصَّل إلى اتفاق محدد بذلك حتى الآن".
وبحسب قوله، فإن كل الاحتمالات لدى الجبهة واردة، من حيث التحالف مع فصيل آخر، أو المشاركة في قائمة مستقلة، متوقعًا أن يُتخذ القرار النهائي بهذا الشأن بعد انتهاء اجتماع القاهرة.
وفي مسألة تعامل الأوروبيين والإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن مع الشعب الفلسطيني وقيادته بعد الانتخابات، استبعد أن يختلف تعاملها عن إدارة ترامب السابقة لا سيَّما أنها ستُبقي على الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ولن تتراجع عن نقل السفارة الأمريكية إليها.
وقال: "نحن أمام إدارة أمريكية من حيث الجوهر تريد تصفية القضية الفلسطينية، لكونها تسعى لتصفية موضوع القدس لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ومعاداتهم لحق العودة للاجئين الفلسطينيين".
وختم حديثه، بتأكيد أن الحديث عن حل الدولتين أصبح شكليًّا، فالإدارة الأمريكية تدعم استمرار الاستيطان في الضفة، ولم تتخذ أي موقف جدي لمواجهته، بل تشجع (إسرائيل) على سياساتها العدوانية، وذلك برفضها قرار الجنائية الدولية.