طالب قادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، السلطة بضرورة توفير حياة كريمة للجرحى الفلسطينيين، وأهالي الشهداء، واعتمادهم رسميًّا، وإعطائهم حقوقهم التي كفلها القانون الأساسي، وعدم التمييز بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
جاء ذلك في فعالية إحياء الذكرى الـ53 ليوم الجريح الفلسطيني، أمس، أمام مؤسسة الشهداء والجرحى، بمشاركة مئات الجرحى وأهالي الشهداء.
وأكد قادة الفصائل أن قضية الجرحى والشهداء، ليست إحدى قضايا الانقسام ويجب إنهاء معاناتهم قبل إجراء الانتخابات.
وشدد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، على ضرورة إكرام الجرحى وتشريع القوانين التي تثبت حقوقهم.
وقال رضوان: "في يوم الجريح الفلسطيني نؤكد أهمية هذه القضية، حتى يصبح يوم الجريح الفلسطيني يومًا عالميًّا يحتفى به في كل العالم".
ودعا المؤسسات الحقوقية لتوثيق جرائم الاحتلال وتقديمها للجهات المختصة لمحاسبة قادته على جرائمهم.
من جهته، شدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، على ضرورة إنهاء معاناة الجرحى وأهالي الشهداء، بإعطائهم كامل حقوقهم وحفظ كرامتهم.
وقال: "الجريح الفلسطيني شاهد ودليل على عدوانية الاحتلال، وصمت المجتمع الدولي على عدوان الاحتلال المستمر منذ عام 1948".
ودعا البطش المجتمع الدولي إلى النظر للجرحى وإثبات وحشية الاحتلال.
ليست قضية للنقاش
من جانبه، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي: إنه "من العار ألَّا يعتمد شهيد أو جريح سقط برصاص المحتلين، كما ومن غير المقبول والمعقول أن يبقى جريح واحد أو أهالي الشهداء دون إسناد أو اعتبار لهم".
وتابع البرغوثي: "إن قضية شهداء 2014 أو 2012 أو 2008 أو 2005، ليست للنقاش أو موضوعًا من موضوعات الانقسام، ويجب اعتمادهم وفق القانون".
وأضاف: "إذ كان هناك قيمة للانتخابات فهي بأن تعيد الحق لأصحابه، وأن يكون هناك تطبيق للقانون دون تمييز بين غزة أو الضفة الغربية، أو أسير وآخر، أو الشهداء أو على أساس حزبي".
بدوره، دعا الجريح ظريف الغرة إلى التوقف عن قطع مخصصات الجرحى، واعتماد جرحى عدوان 2014 و2008، وإعادة الهيبة والاحترام للجرحى، وضرورة توجه السلطة للمحاكم الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال.
وقال الغرة في كلمته باسم الجرحى: إن "الجرحى شريحة مجتمعية كبيرة، لذا يجب ترشيح الجرحى للوصول إلى قبة البرلمان، وإعادة الاعتبار لهم، وحفظ كرامتهم، وقيمتهم الاعتبارية".
وأضاف الغرة: "يجب ضمان حياة كريمة للجريح تحفظ له حقوقه الصحية والتعليمية، وإطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ودعمهم من جميع فئات المجتمع الفلسطيني".
من جهتها، أكدت اللجنة العليا لجرحى مسيرات العودة الكبرى أن الوقوف إلى جانب الجرحى بتقديم الخدمات المختلفة لهم يأتي وفاءً وواجبًا وتقديرًا لدورهم الريادي في تغيير معادلة الصراع مع الاحتلال.
وقالت اللجنة في بيان لها: "مستمرون معهم في برامجنا العلاجية والاجتماعية والصحية، ندعم صمودهم وتضحياتهم العظيمة، لأنهم يمثلون شاهدًا حيًّا على جرائم الاحتلال وبشاعته التي يرتكبها بحق شعبنا الفلسطيني العظيم الذي يسعى لتحقيق أهدافه بالعودة والتحرير".
وأضافت: "هذه المسيرة المتواصلة منذ عشرات السنين ما زالت مستمرة على ذات الطريق من أجل تحقيق ذات الأهداف، وإننا على يقين بأن هذه المُراكمة ستكون نتيجتها التحرير والخلاص من هذا المحتل المجرم".
وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات قد أصدر مرسومًا رئاسيًّا بتاريخ 13/3/1968م يقضي بتحديد يوم 13 مارس/ آذار من كل عام يومًا للجريح الفلسطيني.
وجاء المرسوم الرئاسي لاحقًا لإنشاء "مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى" عام 1965 كإحدى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، لترعى أسر الشهداء ولتتابع شؤون الجرحى.