فلسطين أون لاين

تعليمية وتفاعلية

بيان.. في قصصها تجيب عن أسئلة فضولية للأطفال

...
d4f6d60a-4fd1-4c0b-b1ca-0ca7419da5ed.jpg
غزة/ مريم الشوبكي:

لا تكتفِ بيان بكتابة قصصها ونشرها في المكتبات، بل تتبع طريقة غير نمطية تذهب هي بقصتها لتقابل الأطفال وتحكيها لهم، يتفاعلون معها بأسئلتهم وهي تجيبهم، ومن ثم تضع بين أيديهم أدوات ليصنعوا منها قالبًا يدل على مغزى القصة.

موهبة بيان شريتح بدأت تنضج، حينما أعجب من حولها ببراعتها في الإجابة عن أسئلة أطفالها الثلاثة بقالب قصصي من تأليفها، من هنا كانت البداية نحو تنفيذ مشروعها "توتة توتة احكيلي الحدوتة" وتخطت كل التحديات حتى نشرت حتى اليوم خمس قصص.

بيان (30 عامًا) من مدينة القدس، حاصلة على بكالوريوس أحياء من جامعة القدس، متفرغة لتربية أطفالها الثلاثة.

كان من الصعب عليها أن تجد وظيفة في مجالها دراستها، فتفرغت لتربية أطفالها، ففكرت بعمل أنشطة لأطفالها لإبعادهم عن شاشات الأجهزة الذكية، وإشباع فضولهم عند سؤالها عن الفضاء والكون ومخلوقاته، فأعادت استحضار موهبتها في تأليف القصص بقالب تعليمي لأطفالها.

تقول بيان لصحيفة "فلسطين": "منذ الصغر لدي موهبة كتابة القصص ولكن مع انشغالي في الدراسة الجامعية والزواج تناسيتها، ولكن جلوسي في البيت جعلني أفكر بطريقة إبداعية بتأليف قصص تعليمية هادفة لأطفالي، أعجبت عائلتي بموهبتي وشجعوني على كتابة ونشر قصصي".

حينما قررت بيان طباعة صورها ونشرها، لم يكن الطريق أمامها سهلًا كما تخيلت، بحثت عن دور نشر لتبني قصصها ولكن للأسف لم تجد، وحينما قررت أن تتولى هذا الأمر بنفسها وجدته مكلفًا جدًّا ويفوق قدراتها المالية بكثير، فهل استسلمت؟

تجيب: "لم أهدأ، قررت البحث عن إمكانية تولي عملية النشر بنفسي، وفعلًا تعلمت النشر الذاتي وهو منتشر في دول العالم المتقدم، هناك أشخاص آمنوا بفكرتي وساعدوني في الوصول إلى رقم الإيداع الدولي".

تتابع بيان : "بمساعدة زوج أختي تمت عملية طباعة القصص على نفقتي الشخصية وشكلت عبئًا ماليًّا كبيرًا علي".

ومن أجل توفير تكاليف الطباعة، أقامت بيان مشروع حضانة في بيتها حتى تستطيع تغطية تكاليف المشاريع الأولية، إضافة إلى التحاقها بدورة في إدارة المشاريع الصغيرة، وبها خاضت غمار السباق حول أنجح المشاريع الصغيرة، واستطاعت حصاد المركز الأول على 25 مشروعًا رياديًّا على مستوى القدس، وبلغت الجائزة 15 ألف شيقل أنفقتها على طباعة الطبعة الأولى لقصتها الأولى.

وتشير إلى أنها أصبحت تنشر قصصها في المكتبات، إضافة إلى البيع إلكترونيًّا.

وفكرت بطريقة غير نمطية إبداعية، إذ لم تعتمد على مجرد إنتاج قصص ونشرها، بل فضلت اللقاء بالأطفال ورواية القصة لهم، لأن قصصها تعليمية، لزيادة تفاعل الأطفال معها، كقصة "حلا والخلد الحفار" حيث تعلموا كيفية زراعة البذرة في أصيص شفاف ويحملونها إلى البيت حتى يتمكنوا من مراقبة عملية نموها.

وحتى الآن استطاعت بيان نشر خمس من قصصها: حلا والخلد الحفار، وزيزو والأبطال المقاومون، استوحتها من رحلتها في علاج ابنها من مرض السرطان عام 2019م، جمال واسع الخيال، العم صالح ودجاج سارح، ضياء مغامر الفضاء.

وتشير بيان إلى أن قصة "زيزو والأبطال المقامون" سجلت صوتيًّا لتلائم الأطفال المصابين بالسرطان والذين لا يستطيعون الرؤية ليشمل فئات من المرضى والمعاقين بصريًّا، والتي تعكس الجانب الإيجابي في رحلة المرض.

وتلفت إلى أنها تعمل حاليًّا على مشروع تسجيل القصص صوتيًّا، كما ستقوم بنشر قصة "ضياء مغامر الفضاء" إلكترونيًّا.

كما استطاعت بيان بنشر قصتي ألعاب سكر مع دار المستقبل المصرية، والأميرة الشقية مع دار عصافير في الإمارات.

بيان لم تفكر في الطفل فقط، بل استهدفت أمهاتهم أيضًا، إذ تنتج مع كل قصة ملف تفعيل عبارة عن أسئلة ومسابقات وألعاب جماعية فيها قص وتلزيق ورسم، لخلق جو عائلي.

ولدى سؤالها عما يميز قصص بيان عن غيرها من قصص الأطفال، تجيب: "قصصي تقدم معلومات ويسهل على الطفل حفظها لأني أكتبها على القافية والسجع، وجودة طباعتها عالية والأسعار تناسب العائلات المتوسطة، والرسومات واضحة ومميزة، وتحاول طرح موضوعات غير مكررة تشبع فضول الطفل".

وتطمح بيان بالوصول إلى العالم العربي والغربي، وتشارك في معارض للكتاب فيهما، ومستقبلًا تحلم بأن يكون لديها مكتبة تفاعلية يستطيع الطفل فيها أن يحرك فيها جميع حواسه ويعبر عما يجول بخاطره، بخلاف المكتبات العامة الصامتة.