حينما نتأمل وننظر لخلق الله تعالى نجد ما يعجز العقل، ويلهج اللسان بقول: "سبحان الله العظيم"! فقد تبين في دراسة علمية أن النمل يحرص على تنظيف نفسه وما حوله بطريقة عجيبة، الأمر الذي يجعل من الصعب جدًّا أن نجد مستعمرة للنمل يمكن أن تُصاب بالمرض.
وفي الدراسة التي قام بها معهد (Institute of Science and Technology) الأسترالي، ونشرها موقع أسرار الإعجاز العملي الذي اطلعت عليه صحيفة "فلسطين"، قام العلماء برش كمية من الفطور الضارة على مستعمرة نمل، ومباشرة وجد أن النمل يقوم على الفور بإزالة هذه الفطور من أجسامهم ومن أجسام النملات، والمثير للدهشة حجم التعاون الكبير بين النمل، فكل نملة كانت تساعد الأخرى على التخلص من الفطريات حتى تُطهَّر المستعمرة كاملًا.
ويلاحظ من سلوك النمل في التعاون والطهارة وحب الخير والحرص على المصلحة العامة أنه شبيه كثيرًا من هو السلوك البشري إلا أن النمل يقوم طوعيًّا ومن دون أن يطلب منه ذلك.
وأن عملية إزالة النمل للفطور عن بقية النملات سريعًا فإنه بذلك يعمل على أخذ الاحتياطات من قبل انتشار المرض، والسبب في ذلك أن هناك أعدادًا هائلة من النمل تعيش في حيز ضيق ومن ثم فإن أي مرض يمكن أن ينتشر بسهولة، ولكن هذا لا يحدث في عالم النمل بسبب الطهارة الزائدة التي يتميز بها هذا المخلوق.
وقد تبين، أن النمل يمتلك الدماغ الأكبر بين عالم الحشرات قياسًا إلى حجمها، ولكن هذا الدماغ لا يكفي للقيام بكل هذه العمليات المعقدة خاصة أن العلماء قد اكتشفوا أن النمل يستخدم إنترنت خاصًّا به أو يمكن القول بأنه شبكة معلوماتية!
وهذا يذكرنا بقول الله تعالى:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (الأنعام: 38).