قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناج العسكري لحركة حماس، إن الأسير القائد القسامي عبدالله البرغوثي، قائدٌ يرعب سجّانه الإسرائيلي.
وأكدت الكتائب في حديث لها، في ذكرى اعتقال القائد البرغوثي، أنه "كالجبل يقف بين جنود الاحتلال وسجانيه، يصرح ويقول ويهدد ويتوعد، وهو بين أيديهم وفي أسرهم، والقيد المشدود من صنع أيدهم، وكأنه لا يبالي ولا يكترث، ولا حتى كأنه يراهم أو يسمع صوتهم فهم في عينيه سراب".
وأضافت: "فبعد مرور أعوام على اعتقاله، يخشى العدو الصهيوني إطلاق سراح الأسير في سجونه المظلمة عبد الله البرغوثي أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة المحتلة، نتيجة للرعب والذعر الذي زرعه البرغوثي في قلوب أركان الكيان الصهيوني".
وتحمّل قوات الاحتلال، البرغوثي المسؤولية عن عدة عمليات استشهادية نوعية، أسفرت عن مصرع أكثر من 66 صهيونياً وجرح نحو 500 آخرين بجروح وإحداث دمار هائل في شوارع الكيان وخسائر مباشرة تقدر بملايين الدولارات، عدا عن كونه خبيراً في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة والتخطيط لتنفيذ العمليات.
ولادة القائد
ولد عبد الله غالب عبد الله البرغوثي في الكويت عام 1972، وعاش فيها حتى عام 1991، ثم انتقل بعد حرب الخليج للعيش في الأردن، حيث حصل على شهادة الثانوية العامة، وبعد ذلك توجه إلى كوريا بهدف العمل وإكمال تعليمه، حيث درس الأدب الكوري لمدة عامين، ثم عاد مجدداً إلى الأردن ليكمل دراسته، حيث حصل على شهادة في الميكانيكا الصناعية.
تمتع البرغوثي بالعديد من الصفات والمواهب، فبالإضافة لكونه حاصلاً على الحزام الأسود في "الجودو"، وامتلاكه بنية قوية، حيث يبلغ طوله 182سم، فهو ماهر بالمجال الكهربائي أيضا.
عاد البرغوثي إلى الضفة الغربية المحتلة، وتحديداً إلى بلدته الأصلية (بيت ريما) قضاء رام الله عام 1999، وعمل في مدينة القدس المحتلة حتى عام 2000، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى توقف عن العمل داخل القدس المحتلة، وانتقل للعمل الجهادي.
اعتقلوه على غير يقين
في بداية عام 2002م، عند اجتياح عمارة النتشة وتدميرها من أجل البحث عن مطلوبين، كان عبد الله بداخلها وقاموا باحتجازه مع الشبان ولم يستطيعوا التعرف عليه..."، وهكذا كان البرغوثي يغادر بيته ويعود إليه بكل هدوء وبدون الاضطرار للتخفي، ويخرج مع أطفاله في نزهة قصيرة لا تثير أية شكوك.
ولكن بعد أكثر من خمسة عشرة شهرا، استطاعت خلالها المقاومة تسديد أقسى الضربات في قلب القدس المحتلة، "وتل أبيب"، استطاعت المخابرات الصهيونية اصطياده على غير يقين من هويته في الخامس من آذار 2003، أثناء خروجه من إحدى مستشفيات رام الله، بعد أن أسرع صباحا لمعالجة طفلته الكبرى تالا "3.5 سنوات" في حينها، عندما فوجئ بالقوات الخاصة تقتحم يديه وتكبله، نسي لوهلة أنه عبد الله البرغوثي المطلوب الأول، وتذكر أن طفلته وحيدة ستظل في الشارع، ألقوا به في سيارة عسكرية، وتركت الصغيرة على الرصيف في صدمة وبكاء مرير.
تقول الأم: "علمت بالأمر، بعد ساعة تقريبا، ومع ذلك لم أخرج من البيت، ولكن في ساعات المساء كانت الشرطة الفلسطينية قد عممت صور تالا على التلفزيونات المحلية، فذهبت إليهم، وأخبروني أن أحد أقاربنا قد تعرف عليها وقام باصطحابها إلى منزله، بعدها لم أشاهدها إلا بعد ثلاثة أيام، وهي الفترة التي كان زوجي عبد الله قد طلب مني خلالها ألّا أخرج ولا أعلم أحدا بأمر اعتقاله، لأن المخابرات الصهيونية نفسها لم تكن متأكدة من هويته، ولا يريد أن يتم تأكيدها من قبلنا".
خمسة أشهر تحت التحقيق
وبمجرد اعتقاله تم تحويل البرغوثي مباشرة إلى معتقل تحقيق المسكوبية في القدس، وعلى الفور بدأ التحقيق، تقول زوجته: "عرفنا أنه خلال التحقيق تعرض لتعذيب قاس، وبالرغم من ذلك لم يقدم أية اعترافات".
فقد استخدم المحققون معه أسلوب التحقيق المتواصل طيلة 24 ساعة، وذلك لفترة زادت عن 13 يوما، بدون أن يمنح دقائق للنوم، بالإضافة إلى الشبح المتواصل على كرسي صغير، وأسلوب الكيس الموضوع على الرأس لفترة طويلة، عدا عن الضرب والتهديدات باعتقال الزوجة وخطف الأولاد، وهدم المنزل، وتشريد العائلة والأقارب".
وعلى الرغم من أن أقصى مدة تحقيق مسموح بها قانونيا لا تتجاوز التسعين يوما، إلا أن التحقيق المتواصل مع التعذيب، استمر مع عبد الله البرغوثي لمدة زادت عن الخمسة أشهر، حيث اعتقل في آذار وخرج من التحقيق في نهاية شهر آب من نفس العام.
وما زال القائد القسامي يتمتع بعزيمة جبارة ومعنويات عالية، وهو على يقين بأنه سوف يرى النور والحرية في أقرب فرصة سواء بصفقة التبادل أو غيرها كما قال من داخل زنزانته.
يذكر أن كتائب القسام أكدت بأن صفقةً لن تمر دون أن يتصدّرها القادة الكبار والأسرى الأبطال الذين تحنّت أياديهم بدماء المحتلين المغتصبين، وإنّ هذا الثمن سيدفعه الاحتلال برضاه أو رغماً عن أنفه.