ناصر القدوة القيادي في حركة فتح، يعلن تشكيل الملتقى الديمقراطي، الملتقى فيما يبدو عنوان على مجموعة واسعة من حركة فتح لا تنسجم مع قرارات عباس وتوجهاته، المجموعة القيادية المؤسسة للملتقى تتكون حتى الآن من (٢٣٠) عضوا بينهم قيادات وكوادر فتحاوية نشطة، الملتقى يطمح بحسب القدوة أن يقوده مروان البرغوثي، المحكوم بعدد من المؤبدات، وصاحب الشعبية الواسعة في الضفة الغربية بين المنتسبين لحركة فتح.
في ظني أن الملتقى قد أنجز تفاهما مع البرغوثي لقيادة الملتقى، وما قيل عن دعوته لقيادة الملتقى، هو من باب صيانة الاحتمال، واستبقاء الباب مواربا في العلاقة مع الآخرين. وتذكر بعض المصادر أن نبيل عمرو القيادي في فتح، الذي يعاني تهميش عباس قد ينضم لهذا الملتقى، وقد يشكل مع سلام فياض قائمة مستقلة، وأنا أرجح بقاءه في دائرة فتح، ومن ثم الانضمام للملتقى.
قائد الملتقى ناصر القدوة لا يحبذ إجراء انتخابات تشريعية أو غيرها في هذه المرحلة من حيث المبدأ، حيث يرى أن فتح ذاهبة فيها إلى الانتحار، وأن حماس كتلة متماسكة وستحقق فوزا جيدا، وأن هزيمتها بالتزوير والتزييف يعنى معركة انقسام جديدة، مع عدم الاعتراف بالنتائج، وهو في الوقت نفسه ليس براضٍ عن قرارات عباس وتوجيهاته وعمل الحاشية المقربة منه، ويعترض على قائمة الانتخابات المحتملة التي يشكلها عباس ومركزية فتح المقربة منها.
إن دخول الملتقى بقائمة فتحاوية مستقلة عن قائمة عباس يحتمل قراءتين للتداعيات والتأثيرات، القراءة الأولى تقول إن هذا العمل سيشتت أصوات حركة فتح، وسيضر بمصداقية الحركة، الأمر الذي يتيح لحركة حماس أن تكون الكتلة الأكبر في المجلس التشريعي القادم، والقراءة الثانية تقول إن ما يجري هو شَرَك فتحاوي لاصطياد الأصوات المغاضبة لعباس وللمركزية بتوفير بديل فتحاوي لها، بدلا من ذهاب بعضها لحماس، وبعضها لليسار، وفي الوقت نفسه تستقطب أصواتا غاضبة من قائمة حماس المحتملة، والرافضة لعباس أيضا، ومن ثم يمكن لقوائم فتح أن تتوحد تحت قبة المجلس. ولست أدري هل سينضم تيار دحلان للملتقى الديمقراطي، أم لا! غير أن بيان ناصر القدوة عن الملتقى ترك الباب مواربا لدخول تيار دحلان فيه.
هذه الانقسامات إذا ما كانت صادقة وحقيقية تبعث برسائل قلق لكل من يريدون فوزا مضمونا لعباس وفريقه، وبالذات الجانب الإسرائيلي والاتحاد الأوروبي.