أجمع مراقبون سياسيون أن التخوفات السائدة داخل حركة "فتح" من نتائج الانتخابات القادمة يدفعها للتحالف مع فصائل أخرى.
واتفق هؤلاء في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" أن أخطارًا داخلية وخارجية تهدد حركة "فتح" المنقسمة إلى عدة تيارات وأجنحة أمام حركة حماس التي تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة في الشارع الفلسطيني.
وكان عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" عزام الأحمد، أعلن أن خمسة فصائل وهي "فدا، جبهة التحرير الفلسطينية، جبهة النضال الشعبي، جبهة التحرير العربية، الجبهة العربية الفلسطينية" أبلغت الحركة أنها مستعدة لخوض الانتخابات التشريعية في قائمة واحدة معها.
تحالف بلا قيمة
ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن التحالف الذي أعلنه "الأحمد" لا قيمة له، لافتًا إلى أن فصائل لا وزن سياسيًّا لها في الشارع الفلسطيني، كما أنها لم تحصل على الفوز في الانتخابات الماضية 2006م.
وقال الصواف لصحيفة "فلسطين": "ما أعلنه الأحمد هو محاولة لإقناع الآخرين أن (فتح) موحدة مع القوى والفصائل".
ووصف الوضع الداخلي في حركة "فتح" بالخطر، لكون شخصيات وازنة كـ(مرون البرغوثي، ناصر القدوة، نبيل عمرو، محمد دحلان) لديها النية لتشكيل قوائم انتخابية.
واستبعد الصواف أن تتوحد حركة "فتح" في قائمة انتخابية واحدة.
وأضاف: "حركة فتح باتت في ظل رئاسة محمود عباس أكثرا تشتتا مما كانت عليه في السابق وإنه من الصعب أن تتوحد خلف قائد واحد".
تحالف ليس بجديد
ورأى المحلل السياسي محمد هواش أن أغلبية القوى السياسية المنضوية ضمن منظمة التحرير "ليست في تناقض سياسي مع (فتح) ما يجعل أي تحالف معها ليس بالأمر الجديد".
وذكر هواش لصحيفة "فلسطين" أن تشكيل "فتح" لقائمة واحدة مع الفصائل المذكورة هدفه "تحريك المياه الراكدة على الساحة الداخلية".
وقال: تحالف "فتح" مع الفصائل المنضوية تحت "مظلة المنظمة" أمر منطقي في ظل تقارب البرامج السياسية، مشيرًا إلى أن "فتح" تشعر بأن الوجوه القديمة التي احتلت الواجهة السياسية للحركة غير مقبولة من الجمهور الفلسطيني وحتى من قواعد الحركة.
وبيَّن أن هذه الفصائل الخمسة موجودة أصلًا في مفاصل العمل السياسي للسلطة ومنظمة التحرير لكنهم دخلوا الانتخابات السابقة بقوائم مستقلة دون تأثير.
وقال هواش: التحالفات لا تقوم على الأوزان السياسية فقط بل على المصلحة السياسية والبرامج المشتركة والرغبة في تحسين الأداء الاقتصادي والاجتماعي للسلطة.
الحرب الباردة
ونبَّه المحلل السياسي سامي علقم إلى أن الانتخابات تسمى تاريخيًّا بـ"الحرب الباردة"، عازيًا سبب تحالف "فتح" مع فصائل أخرى يعود إلى خشيتها من فوز حركة "حماس" ذات الشعبية الكبيرة في المجتمع الفلسطيني.
وقال علقم لصحيفة "فلسطين": يجب على "فتح" أن تتعلم من أخطائها التي وقعت فيها في انتخابات 2006م.
ورأى أن "فتح" بحاجة إلى النظر في انتماء كوادرها والتأكد من عدم انحيازهم لقوى سياسية أخرى.
واستدرك: "فتح" بحاجة إلى إعادة هيكلة التنظيم قبيل الانتخابات في ظل وجود خطر من تحالف فصائل من المنظمة كـ"الجبهة الشعبية" و"تيار دحلان" مع "حماس" وخطر أن ينتخب عدد كبير من الكوادر الفتحاوية "قائمة دحلان".
يشار إلى أن استطلاعًا للرأي العام أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ونُشرت نتائجه في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أظهر أنه لو شكَّل الأسير مروان البرغوثي قائمة للانتخابات التشريعية مستقلة عن قائمة "فتح" الرسمية فإنه سيحصل على 25 بالمئة من الأصوات، و19 بالمئة فقط سيعطون أصواتهم لحركة "فتح" الرسمية.
وبحسب الاستطلاع، لو شكل محمد دحلان قائمة انتخابية مستقلة عن قائمة "فتح" سيحصل على 7 بالمئة من الأصوات و27 بالمئة سيصوتون في هذه الحالة لـ"فتح" الرسمية.
ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات العامة، على 3 مراحل: تشريعية بنظام التمثيل النسبي الكامل في 22 مايو/أيار، ورئاسية في 31 يوليو/تموز، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/آب.