فلسطين أون لاين

بـ"الطاقة الشمسية".. مهندس غزِّي يقدم نموذجًا عمليًّا لتحلية المياه

...
غزة/ ريما عبد القادر:

نجح المهندس الغزي عبد الرحمن موسى، في تقديم نموذج عملي لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في قطاع غزة المحاصر خلال مناقشته مشروع تخرجه في مجال علوم البيئة والأرض، الذي يُعد من المشاريع المهمة نظرًا للحاجة إليها، خاصة أنه الأول من نوعه من حيث الجودة والتكلفة.

وتتمثل فكرة المشروع في تقديم حلول لمشكلة مياه قطاع غزة بالطاقة الشمسية، إذ يقول موسى: "تعد المياه من أهم الموارد الطبيعية ليس للإنسان فحسب، بل لكل الكائنات الحية، حيث يقول الله تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" (الأنبياء:30)، هذا الأمر جعل مشروع التخرج ينصبّ في الاهتمام بالمياه".

وخلال المناقشة في الجامعة الإسلامية بغزة، يقول موسى: "قطاع غزة يعاني أزمة في المياه من جراء الاحتلال والحصار، الأمر الذي دفعني إلى محاولة تقديم نموذج تطبيقي لتقديم حلول لمشكلة المياه".

ويتابع: "فكرة المشروع تتطلب توفير الطاقة، وغزة تعاني ندرة الطاقة النفطية والغازية، وسيطرة الاحتلال عليهما، الأمر الذي ضاعف من أسعارهما جدًّا، ذلك جعلني أبحث في مشروعي عن الطاقة البديلة التي عملت على تقليل التكلفة المادية للفكرة".

وعن آلية عمل الفكرة ومدى جودتها، يبين موسى لصحيفة "فلسطين"، أن الجهاز يتمثل في صندوق زجاجي متوازي المستطيلات، وأما الجهة العليا فهي تتمثل في تقوس زجاجي وهو أقرب لأن يكون نصف أسطوانة زجاجية، ومن الأسفل جسم أسود اللون لامتصاص أشعة الشمس.

"عند التعرض للشمس فإنه يعمل على تبخر الماء، ومن ثم نزول المياه النقية عبر مسالك الألمنيوم، وبذلك تخرج المياه نقية عبر صنبور المياه المرتبط بالجهاز"، يواصل شرح فكرته.

وعن مدى الفائدة لاستعمالات هذه المياه، يذكر أنها تستخدم في جهاز غسيل الكلى في المستشفيات، وفي صناعة المواد الطبية، إضافة إلى كونه ماء خالي الأملاح بنسبة كبيرة جدًّا.

وبشأن تكلفة المشروع، يشير إلى أنه عمل قدر الإمكان على تخفيض التكلفة بمحاولة إيجاد بدائل قدر المستطاع بأسعار أقل، الأمر الذي جعل التكلفة الإجمالية لفكرة المشروع 500 شيقل.

ويوضح أنه سيعمل على تطوير مشروعه أكثر، من خلال استكمال مسيرته التعليمية في الدراسات العليا خاصة أن فكرة المشروع وجدت ترحيب اللجنة المناقشة والمشرف، الذي أشاد بأهمية المشاريع.

وتكونت اللجنة من البروفسور محمد رمضان الأغا المشرف والمناقش، والمناقش البروفسور ياسر زيدان النحال.

ويشار إلى أن قطاع غزة يعتمد أساسًا على خزان المياه الجوفي، إذ يُشحَن من مياه الأمطار بمعدل (50-60) مليون متر مكعب سنويًّا، وتقدر نسبة العجز بنحو (140) مليون متر مكعب، ويزيد المعاناة أن الاحتلال الإسرائيلي بنى سياساته على السيطرة على مخزون المياه الجوفية في القطاع، وأصدر العديد من القوانين للحد من استهلاك الفلسطينيين للمياه، حيث يستحوذ على نحو (82%) من حوض المياه الساحلية للقطاع، في حين يستهلك الغزيون منه نحو (18%) فقط حسب ما ذكره المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية.

وأهم ما يميز هذا المشروع أنه عملي، إذ يقول البروفسور الأغا المشرف على المشروع:" نموذج تحلية المياه بالطاقة البديلة" يعد من المشاريع المميزة والمهمة، خاصة أن هنالك حاجة ماسة لهذه المشاريع، وأكثر ما يميزه أنه تقدم بنموذج عملي له".

ويلفت إلى أن هذا المشروع يلبي حاجة المجتمع ويعد من الحلول العملية لتطبيق مشكلة موجودة تتعلق في معالجة المياه، موضحًا أن انخفاض التكلفة في هذه الجودة جعلت من الحل أكثر واقعية.

وقد تضمن المشروع إنتاج عدد من زجاجات المياه النقية التي وضع عليها شعار الجامعة الإسلامية، واسم المهندس القائم على المشروع.