عادت محافظات الضفة الغربية، لتسجيل إصابات مرتفعة بفيروس "كورونا"، خاصة مع انتشار السلالة الجديدة من المرض، في حين بدأت الجهات الرسمية في قطاع غزة تخفيف القيود، مع تأكيدها ضرورة استمرار التزام الإجراءات الوقائية.
ويهدد استمرار ارتفاع الإصابات بـ"كورونا" بالضفة الغربية النظام الصحي بالانهيار، خاصة مع إشغال 48% من أجهزة التنفس الصناعي في المستشفيات.
وظهرت العديد من السلالات الجديدة لفيروس "كورونا" في الضفة أبرزها السلالة البريطانية الأكثر سرعة في الانتشار.
وأكدت وزيرة الصحة في رام الله، مي الكيلة، أن الضفة الغربية دخلت الموجة الثالثة لفيروس "كورونا"، وأن حالات الإصابة آخذة في الازدياد، في مؤشر تصاعدي حاد.
وقالت الكيلة في تصريح صحفي: "إيجابية الفحص عالية جدا، إضافة إلى أن نسبة الإشغال (في أَسِرَّة المستشفيات) تعدُّ الأعلى منذ بداية الجائحة في الضفة 80%، وإشغال أجهزة التنفس الاصطناعي 48%، وتعد الأعلى منذ بداية الجائحة، وهذا مقلق جدا".
وأوضحت أن وزارة الصحة سترفع توصيات إلى اللجنة الوبائية تطالبها بضرورة إعادة الإغلاق الشامل والمشدد في كل المحافظات.
إصابات بالسلالات الجديدة
و أكد مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة برام الله، د. علي عبد ربه، أن الضفة الغربية تسجل إصابات بازدياد في الآونة الأخيرة، مع حاجة عدد كبير من المصابين إلى دخول المستشفيات.
وقال عبد ربه لـ"فلسطين": إن "ازدياد الإصابات بفيروس "كورونا" زاد من نسبة إشغال الأَسِرّة في مستشفيات الضفة الغربية، وهذا يتطلب توسعة المراكز التي تستقبل المصابين، واستحداث أماكن جديدة لاستيعاب المصابين".
وأوضح أن محافظات الضفة تسجل إصابات بالسلالات الجديدة من فيروس كورونا، وتحديدًا البريطانية، والأخرى من جنوب إفريقيا، وهي أشد فتكًا من حيث الأعرض على المصابين، وأشد سرعة في الانتشار، وهو ما يشكل تهديدًا للنظام الصحي.
وأردف بالقول: "أعداد أجهزة التنفس الصناعي الموجودة لن تكفي في حال زاد عدد الإصابات أكثر من ذلك، أي إن كانت هناك إصابات في أعداد كبيرة جدا حتى لو كان لديك كم كافٍ فلن تستطيع توفير الأجهزة للجميع".
ولفت عبد ربه إلى أن الإجراءات النقابية التي تتخذها نقابة الأطباء في الضفة الغربية، لا تتعارض مع الكوادر الصحية التي تعمل في مراكز علاج "كورونا".
إجراءات الوقاية
من جانبه حذر مدير مستشفى غزة الأوروبي، المخصص لعلاج مرضى كورونا، د. يوسف العقاد، من استمرار المواطنين في حالة التراخي بإجراءات الوقاية المتبعة لمواجهة فيروس "كورونا".
وقال العقاد لـ"فلسطين": "في حال استمرت حالة الاستهتار في قطاع غزة قد تعود الإصابات للارتفاع من جديد، وإعادة الإجراءات مرة أخرى بما فيها الإغلاق".
وأوضح أن الوضع الوبائي في قطاع غزة وبمستشفى غزة الأوروبي مستقر، وهناك متسع من الأَسِرّة، مشيرًا إلى أنه في حال بقيت الحالة كما هي فسيعاد تشغيل المستشفى لاستقبال الحالات المَرَضِية الأخرى.
وأشار العقاد إلى أن لقاحات "كورونا" التي وصلت القطاع مؤخرًا ستُعطى لمرضى الكلي، ثم كبار السن، بعد تطعيم الكوادر الطبية.