فلسطين أون لاين

تقرير "كورونا".. إجراءات إسرائيلية لتفريغ الأقصى والبلدة القديمة

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

عندما ينوي عبد الكريم أبو اسنينة من بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة الذهابَ إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة والمكوث فيه ساعات، يحرص جيدًا على لبس الكمامة والالتزام الكامل بإجراءات الوقاية من فيروس "كورونا" التي تتخذها سلطات الاحتلال ذريعة لتفريغ المسجد المبارك والبلدة القديمة بالقدس من المصلين والسكان الأصليين.

"لا يستطيع المواطن الذي يحمل هوية مقدسية أن يصل إلى المسجد الأقصى دون كمامة، وإذا نسيها أو لم يرتدِها تُفرض عليه غرامات كبيرة"، هذا ما قال أبو اسنينة لـ"فلسطين" محاولًا شرح ما يحدث في المسجد ومحيطه من إجراءات وانتهاكات إسرائيلية.

وأضاف: المقدسي يواجه صعوبةً في التحرك داخل مدينته المحتلة وعند التوجُّه إلى خارجها، بسبب إجراءات الاحتلال والقيود التي يفرضها بذريعة مكافحة كورونا.

ولفت إلى أن شرطة الاحتلال تلجأ في أحيان كثيرة إلى اعتراض طريق المواطنين والمركبات التي يستقلها المقدسيون، وإيقافها وفحصها، وفرْض غرامات مالية باهظة عليهم بذرائع قانونية وأخرى تتعلق بجائحة كورونا.

وبيَّن أبو اسنينة أن غرامات مالية فرضها الاحتلال على مواطنين مقدسيين وصلت لـ500 شيقل، أي ما يعادل قرابة 150 دولارًا، بسبب عدم ارتداء الكمامة، والغرامة ذاتها فُرضت على الشخص نفسه أكثر من مرة، ما يشكِّل عبئًا كبيرًا على أهالي القدس.

وشاركه المعاناة المواطن حسن عوض الذي اشتكى المخالفات المالية التي يفرضها الاحتلال، ما تسبب بحالة إرهاق اقتصادي غير مسبوقة جعلت المقدسي يخشى من الوصول إلى المسجد المبارك.

وأشار عوض إلى أن إجراءات الاحتلال هذه ليس الهدف منها مكافحة كورونا بقدر ما هو استهدافٌ للمسجد والحيلولة دون وصول المواطنين إليه.

وأكد عوض أن الوصول إلى المسجد من خارج مدينة القدس، وتحديدًا أهالي الضفة الغربية أو الداخل الفلسطيني المحتل أمر صعب عليهم أكثر من صعوبته على أهالي مدينة القدس ذاتها الذين يقطن بعضهم على بعد أمتار من الأقصى ويحول الاحتلال دون وصولهم إليه بفعل إجراءاته التعسفية.

آثار سلبية

وأكد خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري أن الاحتلال يستغل جائحة كورونا استغلالًا استعماريًا بشعًا بهدف تفريغ البلدة القديمة من سكانها المقدسيين وتقليل عدد المصلين الذين يأتون المسجد.

وبيَّن صبري لصحيفة "فلسطين" أن هذا الاستغلال أدى إلى ضرب الحركة الاقتصادية والتجارية في البلدة القديمة بالقدس تزامنًا مع فرض غرامات باهظة على أي تاجر يخالف إجراءات الاحتلال ويفتح محله، ناهيك بالغرامات المالية التي تُفرض على المواطنين.

في مقابل ذلك، ذكر أن سلطات الاحتلال لا تفرض أي غرامات مالية على اليهود في القدس المحتلة حتى وإن خالفوا إجراءات الوقاية والسلامة، وهي تعمل على تسهيل وصولهم إلى المسجد واقتحامه بحراسة أمنية مشددة.

وتابع صبري أن الاحتلال يقصد من هذه الإجراءات السيطرة على البلدة القديمة والمسجد الأقصى وتشديد القبضة الحديدية على المقدسيين لتهجيرهم، "وهذا الهدف البعيد للاحتلال في إطار تهويد مدينة القدس باعتبار أنها "العاصمة"، حسب مزاعمهم.

وأكد خطيب الأقصى أن انتهاكات الاحتلال ألحقت أضرارًا كبيرة بالمواطن والتاجر المقدسي، إضافة إلى أن استمرار التعليم الإلكتروني عن بُعد وعدم سماحه بفتح المدارس أمام الطلبة المقدسين قد يسبب ضعفًا للطلبة في المراحل الدراسية.