"أحضر هويتك وأغراضك الشخصية وتعال معنا".. صاح ضابط إسرائيلي بهذه الكلمات في وجه القيادي بحركة حماس فازع صوافطة، بعد اقتحام قوة كبيرة من جيش الاحتلال فجأة بيته الكائن بمدينة طوباس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ولم يمضِ على اقتحام البيت سوى 10 دقائق، فجر أمس، حتى أنهت قوة جيش الاحتلال مهمتها باعتقال صوافطة واقتياده إلى جهة مجهولة، حسبما أفادت زوجته "أم عاصم".
وقالت لـ"فلسطين" في اتصال هاتفي: فوجئنا بقوات الاحتلال تقتحم بيتنا الساعة الرابعة فجرًا، بهدف اعتقال زوجي دون أي سبب أو بلاغ مسبق.
ويعد صوافطة أحد قادة حماس في طوباس، وقضى في سجون الاحتلال أوقات اعتقال متقطعة وصلت مجموعها إلى نحو 18 سنة، كما تفيد زوجته.
وآخر اعتقال قضاه صوافطة، كان حكمًا إداريًّا لمدة 10 شهور، وأنهاه في منتصف أكتوبر2020.
وفي واقعة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال منزل النائب في المجلس التشريعي نايف الرجوب والأسير المحرر رزق الرجوب في مدينة دورا جنوبي الخليل، ومنزل النائب سمير القاضي في بلدة صوريف شمالي الخليل، وهددتهم من العمل أو الترشح للانتخابات القادمة.
وحذرت مخابرات الاحتلال نايف الرجوب وهو وزير الأوقاف الأسبق، من الترشح لانتخابات المجلس التشريعي القادم.
وقال الرجوب (63 عامًا) لوكالة الأنباء التركية "الأناضول": "حاصرت قوة عسكرية منزلي، وقام الجنود بتفتيشي، ثم طلب ضابط المخابرات الحديث معي، وأخذ يحذر ويتوعّد في حال شاركت في الانتخابات".
وأضاف: "أبلغني الضابط بمنع العمل للانتخابات أو الترشح لها حتى لو في قائمة عشائرية، والمسموح فقط الذهاب للصندوق والتصويت يوم الاقتراع".
ويعد الرجوب من أبرز قادة حماس بالضفة الغربية، وسبق أن حصل على أعلى الأصوات في انتخابات المجلس التشريعي عن دائرة الخليل عام 2006.
كما هددت قوات الاحتلال الأسير المحرر رزق الرجوب، في حال العمل أو الترشح بالانتخابات القادمة.
وقال النائب في المجلس التشريعي فتحي القرعاوي: إن اعتقال قوات الاحتلال للقيادات الوطنية في الساحة الفلسطينية وخاصة من حركة حماس، لم يتوقف طيلة الفترة الماضية، وتصاعد استهدافهم في ظل الحديث عن الانتخابات.
وأضاف القرعاوي لـ"فلسطين": موضوع الانتخابات يؤرق الاحتلال، إذ يخشى من نجاح أطراف فلسطينية لا يرغب بها كما حصل في الانتخابات التشريعية عام 2006 والتي فازت فيها حركة حماس بالأغلبية.
وأوضح أن قوات الاحتلال تنفذ اعتقالات استباقية لشخصيات وطنية غير مرغوب بها، لافتًا إلى أن غالبيتهم أصحاب تجارب اعتقالية سابقة، "والاحتلال سيفعل كل ما من شأنه تعطيل المجلس التشريعي ما دامت حماس لا تُلائمه".
وذكر أنه وفي مواقف متعددة وسابقة، لجأت قوات الاحتلال إلى منع نواب حماس من الوصول إلى مدينة رام الله، قادمين من محافظات الضفة الغربية المحتلة للمشاركة في جلسات المجلس التشريعي، وذلك من خلال الحواجز المنتشرة في مدن الضفة الغربية المحتلة.
التمسك بفكر المقاومة
بدوره أكد القيادي في حركة حماس نادر صوافطة أن الرد الفعلي والحقيقي على اعتقال الاحتلال لقيادات العمل الوطني والإسلامي، "يكون بالتمسك بفكرهم، ودعم خيارهم المقاوم في الانتخابات التشريعية المقبلة".
وقال صوافطة في تصريحات صحفية: إن تهديدات الاحتلال واعتقالاته لقيادات المقاومة لن تزيد شعبنا إلا تمسكًا بروح المقاومة الثورية.
وذكر أن الاحتلال شن حملة اعتقالات شرسة قبيل انتخابات 2005 و2006 شملت الآلاف من كوادر المقاومة، ولكن ذلك لم يزِد شعبنا إلا إصرارًا على المواجهة ودعم خيار المقاومة.
في حين، عدّ القيادي في حماس وصفي قبها ما يجري، "حلقات لمسلسل بدأ مؤخرًا وطال عددًا لا بأس به من قيادات الحركة الإسلامية في الضفة".
وقال قبها لـ"فلسطين": "ما يتعرض له قيادات حماس يشكل تطورًا دراماتيكيًّا ككرة الثلج، واستهدافًا مسبقًا لنتائج الانتخابات المقبلة"
وبيَّن أن هدف الاحتلال من اعتقال قيادات وازنة لها حضور جماهيري، هو تخويف للآخرين من محاولة المشاركة في العملية الانتخابية المرتقبة، أو ممارسة الحق الانتخابي الذي كفله القانون الأساسي الفلسطيني، "لإدراكه بقوة تأثير هذه الشخصيات في العملية الانتخابية".