فلسطين أون لاين

تقرير أهالي شهداء 2014 للسلطة: نريد خبزًا لإطعام أيتامنا

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

ارتدت سهيلة النجار لباسًا أبيض كلون الكفن الذي لُفَّ به زوجها الشهيد كامل النجار يوم استشهاده خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، في 24 يوليو/ تموز 2014، لتأكيد تردي أوضاعها المعيشية.

وتشتكى أرملة الشهيد النجار، التي تقطن في بلدة خزاعة شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، صعوبة توفير الحاجات الأساسية لخمسة من الأبناء، وتراكم الديون، إلى جانب عدم مقدرتها على صيانة منزلها الذي دمرته الحرب.

وتخشى النجار أن يتساقط أجزاء من منزلها المتهالك في أي لحظة على أفراد عائلتها لعدم صيانته، ولعدم امتلاكها الأموال الكافية لتحقيق هذا الغرض، مشيرة إلى أن ما تحصل عليه من مساعدات مالية أو غذائية تبقيها لسد رمق أبنائها.

وتقول النجار بحرقة: "آمل أن يأتي اليوم الذي تنتهي معاناة أهالي الشهداء، ويستجيب رئيس السلطة محمود عباس لمطالبنا بصرف رواتب ومخصصات الشهداء المالية".

وتحث أرملة الشهيد النجار، رئيس السلطة والمسؤولين من حوله على التوقف عن المماطلة والتسويف في ملف أهالي شهداء عدوان 2014، "فألا يكفي 7 أعوام من المماطلة والتسويف وترك أرامل وأبناء الشهداء في الشوارع للمطالبة بحقوقهم؟".

ورفعت النجار، خلال مشاركتها في مسيرة نظمها أهالي شهداء عدوان 2014، التي انطلقت من أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى غرب مدينة غزة، إلى مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أمس، لافتة كُتب عليها : "صرخة زوجة شهيد 2014".

وردد المشاركون في المسيرة، شعارات للمطالبة بصرف رواتبهم منها: "ما بدنا شعارات رنانة بدنا خبز لإطعام أيتامنا.. وسبع سنين كفاية.. بدنا حل بدنا حل".

وارتدى عدد من أهالي الشهداء أكفانًا، في محاولة منهم لإرسال رسالة للمعنيين كافة بأنهم مقبلون على تصعيد خطواتهم الاحتجاجية في حال لم تُستَجب مطالبهم.

وعود زائفة

ولا يختلف الحال كثيرًا عن حنان الحرازين، والدة الشهيد وليد الحرازين، الذي ارتقى خلال عدوان 2014، بطلق قناص إسرائيلي اخترق مقدمة رأسه في أثناء وجوده بجانب أسرته في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وتقول الحرازين لصحيفة "فلسطين" متسائلة: "أين الرئيس وأين القيادة الفلسطينية من استمرار معاناتنا؟! سبعة أعوام ونحن نطالب بحقوق أبنائنا الشهداء.. إلى متى؟!".

وتؤكد أن أهالي الشهداء بحاجة ماسة إلى راتب يضمن حياة كريمة لأبنائهم، متسائلة: "هل يرى الرئيس عباس عائلات الشهداء وهم يعتصمون على الطريق وأمام مقر المؤسسة منذ 7 أعوام حتى اللحظة للمطالبة بحقوقهم؟!".

وتضيف أن حل قضية أهالي الشهداء ورهنها بالانتخابات ما هو إلا بمكانة إِبَر مُسكّنة لامتصاص غضب أهالي الشهداء، مؤكدة أن الأهالي لن يتراجعوا عن مطالبهم ولن يتخلوا عنها، داعية للاستجابة لمطالبهم قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع.

كما تطالب الحرازين رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حكومته بالعمل على إنهاء معاناة أهالي الشهداء، وعدم تركهم في الشوارع للمطالبة بحقوقهم المشروعة.

ويقول الناطق باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى علاء البراوي: لم نترك بابًا إلا وطرقناه من أجل صرف رواتبهم ومخصصات أهالي شهداء عدوان 2014 والمقطوعة رواتبهم ولكن دون جدوى".

وأوضح البراوي لصحيفة "فلسطين"، أن المسيرة باتجاه تلفزيون فلسطين تحمل رسالة معاناة أهالي الشهداء للرئيس محمود عباس، ولكل المعنيين من أجل تجنيبهم الخلافات والمناكفات السياسية.

وتابع: "على الكل الفلسطيني الوقوف إلى جانب أهالي الشهداء وصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية قبل التوجه إلى الانتخابات، فالأهالي بحاجة ماسة إلى توفير قوت أطفالهم في ظل تردي أوضاعهم الاقتصادية".

وتنتظر نحو 2000 عائلة شهيد من أهالي شهداء عدوان 2014 توقيع عباس قرارٍ يقضي بصرف رواتبهم المستحقة التي كفلتها اللوائح الداخلية لمنظمة التحرير، كما ينتظر العشرات من أهالي الشهداء والجرحى أن تعيد السلطة صرف رواتبهم المقطوعة.