فلسطين أون لاين

في محيط البلدات الفلسطينية

تقرير أبراج الاحتلال العسكرية .. عذابات يومية للفلسطينيين

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري:

تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي تشييد أبراج عسكرية حصينة لمراقبة الطرقات والمنازل الواقعة قربها من علو، حتى إن بعض الأبراج المركزية تسيطر على قرى عديدة مجتمعة.

أحد هذه الأبراج، برج قرية بلدة حارس الواقع قرب الطريق الالتفافي الذي يصل الساحل الفلسطيني بغور الأردن مرورًا بشمال الضفة الغربية .

ويقول عمر سمارة رئيس مجلس قرية حارس القريبة عن برج المراقبة: "هذا البرج ارتفاعه أكثر من 50 مترًا، ويصعد عليه الجنود من مصعد داخلي، ومزوَّد بأجهزة مراقبة تكشف مسافات بعيدة".

ويضيف أن من ضحايا هذا البرج العديد من الجرحى الذين قنصهم حراس البرج، فأي مواطن يسير بالقرب من الشارع الرئيس الذي يستخدمه المستوطنون يكون عرضة للقتل أو الإعاقة، وهناك العديد من الأشخاص استهدفوا بالرصاص في القسم العلوي من الجسد بهدف القتل.

ويتابع الشيخ سمارة: "نحن في قرية حارس وفي كفل حارس المجاورة وبلدات بديا وقراوة القريبة أيضًا من البرج، نكون في مرمى نيران الحراس، وهناك استهداف آخر ألا وهو كشف وهتك ستر العائلات الفلسطينية بأجهزة المناظير التي يستخدمونها".

المواطن عزام الأسعد من كفل حارس يقول: "أصبحنا نخشى على أولادنا من هذا البرج العسكري، وخاصة عند خروجهم من البيت أوقات المساء في فصل الصيف للعب، فحراس البرج لا يؤمن جانبهم فأصابعهم على الزناد لقتل من يريدون من سكان المنطقة، والذريعة جاهزة وهي الشماعة الأمنية".

وفي بلدة عزون شرق قلقيلية المحاطة ببرجين عسكريين من الجهة الغربية والشمالية إضافة لوجود بوابات أمنية، يعاني أهالي منطقة "المنطار" وجود برج عسكري في المكان لحراسة الطريق الالتفافي رقم 55.

الناشط في توثيق انتهاكات الاحتلال حسن شبيطة يقول: "حراس البرج العسكري دائمًا يطلقون النار بعشوائية على المنازل القريبة، ما يسبب حالة من الرعب والخوف، وخاصة لدى الأطفال، فأي حركة في المكان تُفتح النيران وتُستدعى قوات إضافية في كل مرة، وتُقتحم المنازل بوحشية وباستفزازية بذريعة إلقاء زجاجات حارقة وحجارة على حراس البرج".

ويضيف شبيطة: "المنازل القريبة من برج المنطار، تعدُّ من الأهداف التي يتم إطلاق النار عليها وهذه مخالفة لكل القوانين، فالمنازل يحظر المس بها حتى في الحروب والنزاعات، وقيام جنود الاحتلال باستهداف المنازل هو استهتار بأرواح الفلسطينيين".

بدوره، يقول الناشط في قضايا الاستيطان بشار القريوتي: "أصبحت الأبراج العسكرية المزروعة في كل المناطق وسائل لمضاعفة عذابات الفلسطينيين، فأي مزارع يكون داخل أرضه ويرصده البرج العسكري مصيره القتل إذا قرر الجندي قتله، وهذا يتكرر كثيرًا، خاصة مع وجود حدث أمني ساخن".

ويضيف: "الفلسطيني أصبح غير آمن حتى في منزله، فالأبراج العسكرية لها قدرة على السيطرة على كل المنازل المحيطة بالبرج وحتى البعيدة".