فجعنا بنبأ وفاة قامة إسلامية وطنية بحجم الدكتور إبراهيم اليازوري الذي سنفتقده كثيرًا بل ستفتقده فلسطين والأمة العربية والإسلامية، هذا الرجل الذي عرفته منذ ثلاثين عامًا لم يحب الأضواء يومًا، يعمل بصمت من أجل الإسلام والوطن، كلامه قليل وفعله عظيم، تجده في جميع مواطن الخير والبناء والعطاء، عمل بجانب الشيخ المؤسس أحمد ياسين على بناء جمعية المجمع الإسلامي في العام 1973م لتكون منارة تحمل الخير وتبني الشباب المسلم الملتزم بدينه والمحب لوطنه وشعبه، كما عملت جمعية المجمع الإسلامي على رعاية الفقراء والأيتام من أبناء شعبنا وحفظ كرامتهم، ليصل خيرها وأثرها الطيب إلى كل فلسطين، فقدمت الفن الإسلامي الهادف من خلال فرقة المجمع الإسلامي، وأسس الدكتور أبو حازم مع إخوانه نادي المجمع الإسلامي ليكون النادي الرياضي الإسلامي الأول في فلسطين يبني الشباب على القوة والعقيدة الراسخة والأخلاق الحميدة، فتتلمذ على يد الشيخ أبو حازم خيرة المجاهدين الذين حملوا لواء تحرير فلسطين من المحتل الصهيوني الغاصب.
أذكر هنا بعض المواقف النبيلة للدكتور إبراهيم والتي لا يمكن للذاكرة نسيانها فحين استشهد نجله مؤمن برفقة الشيخ أحمد ياسين رحمهما الله وجدناه بكى رفيق دربه الشيخ الشهيد أضعاف ما بكى ولده مؤمن وكأنه يقول إن فلسطين بحاجة إلى شيخ المجاهدين أكثر من مؤمن.
وعندما شرعنا ببناء مسجد المجمع الإسلامي جاء بألفي دينار ليساعد في إتمام المشروع على الرغم من حاجة بيته لهذا المال في حينه، كما أنه قدم الدواء مجانًا من صيدليته "الزهراء" في كثير من الأحيان للفقراء والأيتام والمساكين الذين لا يملكون ثمن الدواء.
وعندما طلب الأخوة من الدكتور أبو حازم كتابة مذكراته رفض خشية الرياء وطلبًا للإخلاص الذي نشهد أن أبا حازم من الرجال المخلصين الذين رفضوا الدنيا بزخرفها ليشتري الآخرة بنعيمها.
هنيئًا لك الشهادة مبطونًا يا شيخنا بصحبة رفيق دربك شيخ فلسطين وفي يوم استشهاد الإمام حسن البنا وكأن الأرواح على موعد في جنان الخلد بصحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
نم قرير العين أبا حازم فها هم أبناؤك حملوا الراية من بعدك وساروا بها نحو القدس لا تلين لهم قناة ولا تفتر لهم عزيمة ولا تكسر لهم شوكة.