فلسطين أون لاين

المصري: ضمان أصواتهم مرتبط بإعادة حقوقهم وليس تهديدهم

تقرير أبو مدين: السلطة تُهدد بقطع رواتب موظفين بغزة حال عدم التسجيل للانتخابات

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

قال وزير العدل الفلسطيني الأسبق، فريح أبو مدين: إن موظفين في السلطة الفلسطينية بقطاع غزة قد تعرضوا لتهديدات بقطع رواتبهم، في حال عدم التسجيل للانتخابات المزمع عقدها.

وأوضح أبو مدين في تصريحات لصحيفة فلسطين"، أنه "تلقى اتصالَين هاتفيَّين من موظفين في السلطة بغزة يؤكدان فيهما أنهما تعرضا لتهديدات من الأجهزة التي يعملان بها حال عدم التسجيل للانتخابات".

وكتب أبو مدين عبر حسابه على "فيس بوك" أمس: "علمت أن موظفين ومنتسبين إلى مؤسسات تخص السلطة يُتَّصل بهم بعد فحص سجلهم الانتخابي! لماذا لم تباشر بتسجيل اسمك وأسرتك؟ والسؤال يحمل لهجة تهديد مبطن بالقول: "حافظ على لقمة عيشك؟ ليس غريباً هذا ولكن أليس ابتزازًا؟!".

وأضاف أن "الموظفين خائفون على رواتبهم؛ ما يجعلهم يُحجمون عن ذكر التهديدات التي يتعرضون لها"، معتبرًا أن هذا "ابتزاز مرفوض".

وأكد وزير العدل الأسبق، أنه لا يحق لأي جهة سواء كانت رسمية أم فصائلية التدخل في توجهات المواطن، حيث إن الانتخابات تقوم على حرية إبداء الرأي وحرية المشاركة من عدمها.

وبين أبو مدين أن وجود "تيار دحلان" كتيار منافس بقوة في غزة إلى جانب "حماس" يثير حفيظة السلطة، مشيرًا إلى أن شخصيات السلطة التي تنوي الترشح للانتخابات تخشى غزة لكونها لم تقدم لها شيئًا، حتى إن فتح تعاني في البحث عن شخصيات ترشحها بغزة".

وأرجع سبب اهتمام السلطة بغزة لإدراكها أن نسبة التسجيل والانتخاب فيها ستفوق الضفة الغربية بكثير، التي لن ينتخب فيها على الأغلب سوى "داعمي الطبقة الفاسدة" الذين يريدون استمرارها.

إعادة الحقوق

من جانبه، قال القيادي في التيار الإصلاحي لحركة "فتح"، عبد الحميد المصري: إن إرسال رسائل للموظفين أو الاتصال بهم وتهديدهم ليس هو الطريقة المثلى لضمان أصواتهم، بل مرتبط بإعادة حقوقهم".

وأوضح المصري لـ"فلسطين" أن ضمان أصوات الموظفين لا يشمل فقط إعادة رواتبهم بل إعادة حقوقهم المسلوبة أيضًا كالترقيات والحوافز وغيرها، بجانب إعادة رواتب الموظفين التي قُطعت دون وجه حق من أبناء "تيار دحلان" والجهاد وحماس وأسر الشهداء والجرحى.

وأبدى استغرابه من سلوك السلطة التي قطعت رواتب الناس وحقوقهم منذ عدة سنوات، واليوم تعتقد بأن الناس سيعطونها أصواتهم، مضيفًا: "الناس لن يعطوا أصواتهم لمن ظلمهم، بل سيحاسبون مَنْ ظلمهم وحاصرهم وقطع رواتبهم، ولن يغفروا لمَنْ عاقبهم حتى لو أعاد الحقوق لهم، فهناك 15 سنة من العذاب والذل والحرمان".

وتابع: "يجب أن تشعر السلطة بالخوف في لحظة الحساب(...) وسيكون هناك نسبة كبيرة لن تصوت لتيار عباس حتى لو أعاد حقوقهم في فترة الانتخابات، بعد أن عاشوا 15 سنة من التعذيب الممنهج لأهل غزة وموظفيها".

ولا يقتصر الأمر، وفقًا للمصري، على الوضع بغزة، بل يشمل الضفة أيضًا، قائلًا: "لم تكن علاقة السلطة بالناس وردية سواء بالضفة أو بغزة، وعليه فإن هناك خشية من محاسبة الجماهير لها، فهناك ظلم ومحاباة لبعض الناس وإبعاد للكثيرين من حول السلطة".

وأردف بالقول: "فهناك مجموعة مظالم وتهميش وإبعاد لكثير من المناضلين والشخصيات المحترمة التي سترد "الصاع صاعين" في الانتخابات، وهناك الكثير من التجاوزات لحقوق الناس والكثير من المشكلات التي لا تجعل الوضع غير مريح لـ"عباس" وتياره".

بدوره أكد القيادي في "فتح"، أسامة الفرا، رفضه أي تهديدات لموظفي السلطة على خلفية التسجيل للانتخابات.

وقال الفرا لـ"فلسطين": "إن كل الفصائل متخوفة من ألا تأتي نتائج الانتخابات لصالحها، ما قد يدفع بعضها لشكل من التهديد للموظفين أو غيرهم، لكن حتى وإنْ سجل بعض المواطنين رغمًا عنه، فإنه لن يُضمَن أن يصوتوا للطرف صاحب التهديد".

وأشار إلى أن الرقابة الدولية والمحلية ستجعل من المستحيل وجود تجاوزات في الانتخاب، قائلًا: "فعند لحظة الاقتراع سينتخب كل مواطن مَنْ هو مقتنع به بعيدًا عن أي شكل من أشكال الضغوطات" وفق تعبيره.