وزير الشئون المدنية حسين الشيخ يزور مروان البرغوثي في سجنه بتصريح استثنائي من حكومة الاحتلال. الزيارة الاستثنائية لا تمنح لكل من يطلبها. مَن كان في مقام حسين الشيخ وعمله، ومقام عباس وعمله يمكنه أن يحظى بزيارة خاصة لمروان اليرغوثي، الصحف العبرية التي تناولت الزيارة بالتحليل تقول: إن الشيخ حمل عرضًا من عباس لمروان يتعلق بترشيحه على رأس قائمة فتح لانتخابات التشريعي، مع حقه في اختيار عشرة أعضاء في رأس قائمة فتح، مع امتيازات مالية، في مقابل عدم منافسته عباس في انتخابات الرئاسة.
ومصادر فتح المقربة من مروان البرغوثي تقول: إن مروان لم يتقبل عرض عباس، وقرر خوض انتخابات التشريعي أولًا ثم انتخابات الرئاسة ثانيًا، وأنه يطالب بقائمة واحدة لفتح تضم أعضاء من مناصري محمد دحلان، وهدد إذا رفض عباس مطلبه أن ينزل في قائمة مشتركة مع دحلان، أو بقائمة مستقلة به.
هذه الأنباء المتضاربة تعني أن زيارة حسين الشيخ لم تحقق أهداف عباس، وأن فتح ليست على مقربة من قائمة موحدة، وشخصيًّا أظن أن البرغوثي كان على موقف صحيح على الأقل على مستواه الشخصي، إذ إن الأولوية عنده أن يخرج من السجن، فهو محكوم بخمسة مؤبدات وأربعين عامًا، وعباس لم يصنع له شيئًا للخروج من السجن، ومنافسته على رئاسة السلطة، وفوزه بها يمكن أن تساعده في الخروج من السجن ضمن صفقة ترعاها دولة الإمارات أو غيرها من الدول.
عضوية التشريعي، والامتيازات المالية، لا تقدِّم ولا تؤخِّر في الهدف الرئيس عند البرغوثي وهو الخروج من السجن. وكان البرغوثي قد تلقى وعودًا من عباس وقادة في فتح في مسألة إخراجه من السجن ولكن هذه الوعود لم تكن صادقة، ولا ذات مغزى. والآن البرغوثي يملك فرصة خدمة نفسه بنفسه، لذا لم يقبل على الأرجح بإغراءات حسين الشيخ ولا بوعوده التي يحملها من الجهات العليا. لسان حال البرغوثي يقول: أنا سأعتمد على نفسي، وعلى شعبيتي، في الفوز بالرئاسة ثم في خوض معركة الخروج من السجن. الحقوق لا توهب، ولكن تؤخذ غلابا.