لم يتطرق البيان الختامي للقاءات القاهرة لموضوع حقوق الموظفين ومستحقاتهم وأمانهم الوظيفي. حركة الأحرار أصدرت بيانًا عقَّبت فيه على لقاءات القاهرة، وقالت: حقوق الموظفين ومستحقاتهم وأمنهم خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولا يصح تأجيله وإلقاؤه على الحكومة القادمة بعد الانتخابات.
هذا ويبدو أن موقف الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية المتحفظ على الانتخابات، لا سيما غياب البرنامج السياسي المتفق عليه، يؤشر إلى أن حالة التوافق بين الفصائل التي حملها البيان الختامي لم تكن هي الحقيقة الكاملة؛ الحقيقة تشير إلى أن حالة الاتفاق هذه قفزت عن مشكلات كان يجب أن تقاربها اجتماعات القاهرة الأخيرة بقوة وبمسؤولية.
هل يقبل موظف الوظيفة العمومية بانتخابات لا يسبقها معالجة حقيقية لمقتضيات وظيفته من أمن وظيفي ومستحقات؟ وهل يقبل الموظف تأجيلها وإلقاءها على حكومة قادمة؟ استطلاعات الرأي تنقل عن الموظف الغزي اعتراضه على تأجيل مشكلات وظيفته، ويطالب بحلها حلًّا جذريًّا مريحًا قبل أن تبدأ الانتخابات.
الموظف الغزي يشعر بحالة من القلق، ويرى أنه قدم تضحيات كبيرة من أجل الوطن والمواطنين، وصبر على أنصاف الرواتب، وإيقاف الترقيات والعلاوات، وكافح الحصار كتفًا إلى كتف مع الحكومة، ومع حركة حماس، لذا هو يطالب الأطراف الفصل بين ما هو سياسي وما هو وظيفي، فحقوق الموظف بحسبه فوق كل الاعتبارات السياسية.
ما أود قوله بلسان الموظفين، إنهم يثقون بحركة حماس وبقادة الفصائل عدا عباس والسلطة، ويأملون أن تقف حماس موقفًا قويًّا خلف حل قضايا الموظف قبل الدخول للانتخابات، لا سيما أن هذه المشكلة محصورة بغزة دون الضفة، وهي مشكلة ولدت مرتبطة بظروف استثنائية نتج عنها الانقسام، وكانت مشكلة الموظف واحدة من تداعيات هذه الحالة الاستثنائية.