فلسطين أون لاين

تقرير ما بدائل حماس عند اعتقال الاحتلال مرشحيها في الضفة؟

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

تدخلات الاحتلال المبكرة في مجرى العملية الانتخابية الفلسطينية بتهديد شخصيات حماس في الضفة الغربية لمنعهم من الترشح للانتخابات، تجعل من مشاركة الحركة أمرًا محفوفًا بالمخاطر. هذا التهديد يفرض عليها بحسب محلل سياسي ونائب في المجلس التشريعي اللجوء لسيناريوهات جديدة من قبيل المشاركة في قوائم مشتركة مع فصائل أخرى.

ويعدُّ المحلل السياسي ساري عرابي مشاركة حماس في هذه الانتخابات ضمن الظروف الحالية تشير إلى أن هذه المشاركة لن تؤدي للثمار المطلوبة ما يتطلب منها وضع بدائل منها تحويل قائمة مرشحيها في الضفة وغزة إلى قائمة واحدة وتكثيف المرشحين من داخل القطاع لعجز الاحتلال عن اعتقالهم.

وتابع: "أو ترشيح شخصيات غير معروفة بانتمائها السياسي لحماس أو شخصيات مقربة لا ترتبط بروابط تنظيمية معها أو اللجوء لقائمة وطنية عامة أو قائمة مشتركة مع فتح لعدم قدرة حماس على الحراك بحرية بالضفة الغربية في ظل كون جسمها التنظيمي مرهقًا".

وأشار إلى أن كل هذه الحلول تكشف أن هذه العملية الانتخابية محاطة بالعديد من الأزمات في ظل كون الاحتلال عاملًا مؤثرًا تأثيرًا حاسمًا على مجرى الانتخابات الفلسطينية وخصوصًا بالضفة الغربية، فهو الحاكم الأمني المباشر على الأرض يستطيع الوصول لأي قرية أو مدينة بخلاف الوضع في قطاع غزة.

ونبه إلى أن مجرد وجود الاحتلال وتهديده بالتأثير في الانتخابات أو على حكومة منبثقة عنها "أمر يخيف الجماهير وقد يدفعها للبعد عن الفصيل الذي يستهدفه".

وأضاف: "فقد رأت الجماهير ما حدث في 2006م باعتقال النواب والوزراء والحصار المالي، ما يجعل إجراء انتخابات في وجود الاحتلال نوع من المغامرة".

وأشار إلى أن تهديد الاحتلال لبعض الشخصيات ومحاولة منعه لها من المشاركة أمر مؤثر، لأن بعض الشخصيات التي يستدعيها الاحتلال هي شخصيات رئيسة، بجانب أن تجربة اعتقال النواب في 2006م مقلقة للناس، فيخشى المواطنون أن تكون ثمرة المشاركة في هذه الانتخابات هي الاعتقال المستمر للفائزين دون أي قدرة ممارسة مهامهم.

بدوره بين النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس فتحي القرعاوي، أن الاحتلال لا يرغب عمومًا في أن يكون هناك نوع من الترتيب في الساحة الفلسطينية، قائلًا: "فهو يرى أن هناك حظًّا وافرًا لحماس بالفوز وحصد أصواتًا كثيرة فيلجأ لنوع من التخويف وتجفيف المنابع للحركة خشية أن تكون النتيجة لصالحها".

وأكد أن قيادات الحركة لا تخشى التهديدات مؤمنة بأن الانتخابات حق فلسطيني يخص الفلسطينيين وحدهم، مضيفًا: "باعتقادي لن يلجأ الاحتلال لاعتراض الانتخابات أمام العالم بطريقة فجة، وبشكل موسع، ولن يستطيع عرقلتها إذا ما أصر الناس على الترشح والانتخاب".

وبين أن التهديدات ليست جديدة فقد وصلت في 2006 لمرشحي حماس، وعلى الرغم من ذلك فازت الحركة وعدد كبير من الأسرى من أبنائها، مضيفًا: "فنحن مدركون أننا نجري انتخابات في ظروف صعبة لكننا سنعمل بكل قوة على أن تسير طبيعيًّا لأن هذا حق من حقوق الشعب الفلسطيني".

وبيَّن أن دور تأمين الانتخابات تتحمله بالدرجة الأولى السلطة الفلسطينية، فمسؤوليتها تأمين رقابة دولية تضمن عدم تدخل الاحتلال في تعكير صفو الانتخابات.

وأشار إلى أن الوضع في الضفة غير مهيأ عامةً للانتخابات وخاصةً في ظل عدم تمكن "حماس" من ممارسة نشاطها السياسي لكنها ماضية في إجرائها.

وأكد أن الحركة تدرس كل السيناريوهات التي قد تحدث وستقرر طريقة التعامل وفقًا للظروف القائمة، خاصة في ظل تحدي الاحتلال واعتقالاته والضغوطات الداخلية والخارجية التي تمارس خوفًا من فوز حماس.