فصائل فلسطين تجتمع في القاهرة، الفصائل تناقش قضايا الخلاف البينية، وآليات تحصين الانتخابات، القاهرة تهتم كثيرًا بهذه الاجتماعات، وتأمل أن يحدث بين أطرافها توافق في جميع القضايا، الأردن الذي يشعر ببعض القلق يبدي اهتمامًا مماثلًا لاهتمام القاهرة بالتوافق، أطراف أوربية عبَّرت من خلال تصريحات ومقالات الصحف عن اهتمامها باجتماعات القاهرة، ونشرت بعض قضايا الخلاف بين فتح وحماس، وعلقت عليها بطرق مختلفة، تعبر عن حالة قلق.
قضايا اجتماعات القاهرة متعددة بعضها يتعلق بحالة الحريات، والاجتماعات، والدعاية، والترشح والانتخابات، والمعتقلين، وتهيئة الأجواء، وبعضها يتعلق بمحكمة الانتخابات وآليات تشكيلها، ووجوه اختصاصها واستقلالها، وبعضها يتعلق بضمانات النزاهة والشفافية، وآليات الإشراف الأمني والشرطي على مجريات الانتخابات، وضمانات الاعتراف بالنتائج، وضمانات أن تتلوها انتخابات رئاسية ومجلس وطني، وفوق كل ما تقدم، ضمانات البدء بحل مشكلات غزة المتراكمة، ورفع العقوبات، وإعطاء غزة حقها من المال العام بحسب نسب السكان.
جل هذه القضايا ناقشتها الأطراف في اجتماعات مختلفة، ولكن جلها لم تلمسها يد الحلول الجادة، وبقيت معلقة دون حلول حقيقية نافذة. إذا كانت ثمة انتخابات جادة وحقيقية، فلا بد من ملامسة يد الحل لجل هذه القضايا وبالسرعة الممكنة قبل بدء الانتخابات، لأنه ثمة خطورة كبيرة في تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات، ورميها في حجر حكومة جديدة. الناخب الفلسطيني يريد حلًّا قبل توجهه لصندوق الاقتراع، فالصندوق يمثل أمله الوحيد في ملامسة الحل، وهو لا يثق البتة بالتأجيل وبالوعود التالية لإعلان النتائج.
لقاءات القاهرة هي لقاءات هموم من ناحية، ولقاءات آمال وتمنيات من ناحية ثانية، فهل تغلب الآمال والتمنيات الهموم؟! وهل يغلب يسر فلسطين عسر الفصائل؟! وهل تخرج القيادات من أزقة الهموم والخلافات، وترسم لفلسطين أفقًّا وطنيًّا موحدًا يسع الجميع بلا مناورة ولا إقصاء؟! اجتماعات القاهرة مسكونة بكل الاحتمالات، والتصريحات المتفائلة التي ترفع سقف التوقعات قبل بدء النقاشات تبعث على القلق، وتثير الخوف، لذا نحن لا نريد تصريحات بلا رصيد، ولا نريد تمنيات عالية السقف، نريد حدًّا أدنى يمكن البناء عليه. قولوا لنا الحقيقة وإن كانت مرة. اجتماعاتكم موفقة.