يثير اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإسقاط المقاومة طائراته المسيرة في سماء قطاع غزة وربطها بإسقاط مسيرة أخرى في الجنوب اللبناني تساؤلات إن كانت بهدف التحريض على المقاومة أو لأهداف أخرى.
واعترف جيش الاحتلال أول أمس بسقوط طائرة مسيَّرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، لتكون الثالثة في يومين فقط، حيث أسقطت قبل يومين طائرة قرب حاجز بيت حانون، وفي لبنان أعلن حزب الله إسقاط طائرة مسيرة لجيش الاحتلال اخترقت الأجواء اللبنانية.
ويرى الخبير الأمني محمد أبو هربيد أن إثارة الإعلام الإسرائيلي إسقاط الطائرات المسيرة، يهدف لإظهار أن من يقف خلف دعم المقاومة بلبنان وغزة هي إيران، أي أن لها رأسا واحدا.
ويقول أبو هربيد لصحيفة "فلسطين"، إن سلطات الاحتلال تحاول تعظيم قدرات المقاومة بغرض التحريض عليها، وهي أسطوانة دعائية سيواصل الاحتلال العزف عليها خلال المرحلة المقبلة.
وتواجه المقاومة الطائرات الإسرائيلية المسيرة بالإسقاط المباشر بإطلاق النار أو بوسائل تكنولوجية أخرى، ويثير الاحتلال موضوع التطور التكنولوجي محاولًا استدراج المقاومة لإعلان كيفية إسقاطها، وفق أبو هربيد.
وأشار إلى أن المقاومة أسقطت العديد من الطائرات في مسيرات العودة السلمية لكسر الحصار، لكنه لم يثر الموضوع آنذاك، ما يؤكد أن توقيت الحديث اليوم يهدف لربط الملف اللبناني بالفلسطيني تحريضًا على إيران.
وأضاف أبو هربيد أن المقاومة لا تتوانى في تطوير قدراتها لمواجهة خطر الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي تعمل على مدار الساعة لجمع معلومات استخباراتية وتمثل تهديدًا للشعب الفلسطيني ومقاومته.
ويقول: "الطائرات المسيرة والعديد منها هجومي تعد مخلبًا عسكريًّا وأمنيًّا يستخدمه الاحتلال لكبح المقاومة، ويخشى من جهد فلسطيني للعمل على إسقاطها"، مضيفًا أن احتمالية وجود هذا التطور "تُوصل المقاومة رسائل بأن هذا السلاح يمكن تحييده وأنها مستمرة بالرد على أي اعتداء أيا كان شكله".
وفي هذا السياق كتب المحلل العسكري لموقع "والا" العبري، أمير بوحبوط: "لا يجب على الجيش الإسرائيلي التعامل مع إسقاط طائراته المسيرة كأحداث عابرة"، واصفًا ما يجري بأنه "معركة على حرية الحركة في الأجواء".
وعدّ بوحبوط إسقاط المقاومة في قطاع غزة ولبنان الطائرات الإسرائيلية المسيرة، "تعاونًا وتبادلاً للمعلومات بين فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية"، وعبَّر عن "قلقه من تطور قدرات المقاومة في قطاع غزة".
أسباب الإسقاط
بدوره يرى الخبير التقني أشرف مشتهى أن المقاومة لا تترك مجالًا ولا ميدانًا إلا تحاول مصارعة الاحتلال فيه، "ففي عام 2014م أطلقت كتائب القسام طائرات مسيرة هجومية وانتحارية واستطلاعية، وهذا تطور نوعي وكبير يحسب للمقاومة، وانتقال بالمعركة إلى السماء ضمن سياق طبيعي في تطوير المقاومة أدواتها".
ويطرح مشتهى في حديثه لـ"فلسطين" ثلاثة أسباب وراء إسقاط المسيرات الإسرائيلية، هي: سقوط المسيرات نتيجة خلل فني، أو بفعل نيران المقاومة الدفاعية، أو اختراق المقاومة أنظمة التحكم الخاصة بالطائرة المسيرة.
ويعتمد جيش الاحتلال على أنواع متعددة من الطائرات المسيرة في عمليات الاستطلاع والتجسس وكذلك شن هجمات قتالية.