فلسطين أون لاين

​يتميز بسرعة التشخيص وتقديمه تقارير طبية

أبو غوش.. ينقذ مريضات السرطان ببرنامج إلكتروني

...
محمود أبو غوش (أرشيف)
غزة - هدى الدلو

كرس عمله منذ فترة على دراسات متخصصة بمعالجة الصور الطبية، خصوصًا فيما يتعلق بسرطان الدم مع باحثين خارج غزة. أثناء بحثه عن بعض المصادر لاحظ كثرة الأبحاث على سرطان الثدي، فلفتت انتباهه، وحاول السؤال والاستفسار من بعض الأطباء فوجد هنالك وقتا كبيرا يستغرقه الطبيب في كتابة وتشخيص الحالة، إلى جانب مشاكل أخرى تواجههم، فمن هنا قرر بدء مشوار البحث عن حل لهذه المشكلة في عمل برنامج إلكتروني لتشخيص سرطان الثدي.

محمود ماهر أبو غوش (24 عامًا) طالب ماجستير بكلية تكنولوجيا المعلومات، ومتخصص بمعالجة الصور الطبية بالجامعة الإسلامية ومحاضر في الجامعات الفلسطينية بغزة.

قال: "الأسباب التي دفعتني أيضًا لاختيار الفكرة زيادة عدد المصابين بهذا المرض، وتأخر اكتشافه، إلى جانب اهتمام العالم الكبير بالموضوع، وقلة التطبيقات الفعلية والدقيقة فيه"، ويقع على البرنامج مهمة تشخيص سرطان الثدي عند المريضة وتحديد نوع السرطان حميدا أو خبيثا.

وأشار أبو غوش إلى أنه يقدم بعض التقارير الطبية، مثل أخذ علاج معين أو التوصية بأخذ عينة، وكم عدد التكتلات أو التكلسات في الثدي، أو زيارة الطبيب، أو التوقع بمدى خطورة الحالة، أو التوصية بإجراء عملية استئصال بعد التأكد من البيانات وتحليل البيانات، أو التوصية بالتصوير عن طريقة أشعة "الألتراساوند" كمكمل للتشخيص.

وأوضح أن البرنامج يقوم على دراسة لتشخيص سرطان الثدي عن طريق معالجة صور الأشعة الطبية تحديدًا أشعة (الماموجرافي) والسجل المرضي للمريض، وكان قد بدأ في عمله منذ أكتوبر العام الماضي ولم يكتمل بعد.

وبين أبو غوش أن الدراسة تتميز بنوعيتها، واستخدامها لتقنيات وخوارزميات حديثة مثل استخدام تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، حيث يتم تطور النظام ذاتيًا يومًا بعد يوم عند إدخال حالات جديدة عليه لم يسبق له التعرف عليها، إضافة لاعتمادها على أكثر من عامل في التشخيص.

ونوه إلى أنه عند وجود خطأ في التشخيص يتم تصويبه من قبل الطبيب المشخص وإدخال معلومات ومعاملات جديدة للحاسوب لإجراء التحسين عليها، ويتم تأكيدها بإدخال الحالة مرة أخرى والتأكد من صحة التشخيص.

وهناك العديد من المؤسسات الصحية المستعدة لاستخدامه وأهمها مستشفى الشفاء، وحتى الآن الدراسة طور التحسين والتطوير للحصول على أفضل النتائج لخدمة المجتمع وتحسين طرق العلاج.

ومن العقبات التي واجهته في طريقه لإعداد البرنامج، أضاف أبو غوش: "صعوبة إقناع الجهات الرسمية بأهمية الدراسة في البداية، وقلة الأطباء المختصين بمجال تشخيص سرطان الثدي لمساعدتي في فهم الآلية نظرًا لعدم تخصصه في مجال الأشعة الطبية", إلى جانب قلة الأجهزة الحديثة الرقمية الخاصة بالأشعة في غزة.

ولفت إلى صعوبة جمع الصور الطيبة ومطابقة البيانات مع السجل المرضي، نظرًا لخصوصية بعض المعلومات، وعدم وجود داعم حقيقي للدراسة بشكل كامل، كما أن معالجة الصور تحتاج إلى أجهزة متخصصة وذات امكانيات عالية، ووقت كبير في المعالجة في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر بقطاع غزة.

ويطمح أبو غوش أن يتم اعتماده بشكل كبير في التشخيص بالمستشفيات بعد تطويره وتحسين نسبة دقة التشخيص ليس بغزة فقط، بل على مستوى العالم العربي والغربي، ومن الجدير ذكره أنها ليست الدراسة الأولى في مجال تشخيص السرطان للباحث، بل له دراسات سابقة عديدة بالشراكة مع باحثين بالخارج في تشخيص سرطان الدم والدماغ ومعتمدة بالمستشفيات في روسيا وبريطانيا.