أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، ووزير الأسرى السابق، وصفي قبها، أن انطلاق قطار الانتخابات الفلسطينية كان ولا بد للمتحكمين في القرار بالضفة الغربية من دعمه بالعديد من الخطوات الميدانية.
وقال قبها في تصريحات خاصة لـ"فلسطين أون لاين"، إنه من المؤسف جدًّا أن المواطن في الضفة الغربية لا يلمس أي تغيير يذكر على الواقع الذي يعيشه منذ إصدار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مراسيم الانتخابات ومواعيدها.
وأشار إلى أن سياسات الاعتقال السياسي، والاعتداءات، وتكميم الأفواه، كلها مستمرة حتى اللحظة، ولم تتوقف.
في مقابل ذلك، نفى قبها وجود أي مبادرات حسن نية في سبيل دعم خطوة الانتخابات، كإعادة رواتب الأسرى المحررين، التي قُطِعت على مراحل.
وأضاف: "كل ما على الأرض يعكس أجواء تشاؤمية غير مطمئنة إلى أن الانتخابات من الممكن أن تجرى في مناخ مناسب".
ونبه قبها إلى أن الراية الخضراء التي تمثل حركة "حماس"، ملاحَقة في الضفة، متسائلًا: "هل يضمن أي شخص أو جهة عدم ملاحقة من يحمل الراية من باب دعمه لحماس في الانتخابات؟".
وشدد على ضرورة استقالة حكومة اشتية برام الله، وتشكيل حكومة وفاق وطني مهمتها تهيئة الأجواء أمام الانتخابات، وتنفيذها والإشراف عليها، وصولًا إلى وجود انتخابات حرة ونزيهة مبنية على قاعدة المناخات الإيجابية.
وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في 15 من يناير الماضي، مرسوما بإجراء الانتخابات العامة على ثلاث مراحل.
وبموجب المرسوم ستجرى الانتخابات التشريعية بتاريخ 22 مايو 2021، والرئاسية بتاريخ 31 يوليو 2021، على أن تعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني.
ولفت القيادي قبها إلى وجود تخوفات واسعة ملموسة بين مواطني الضفة الغربية، في ظل انتشار سلاح الفلتان الأمني، وإمكانية توظيفه للابتزاز، والاستقواء الشخصي، والتنظيمي، وردع من يحاول أن يكون في قوائم انتخابية محددة كقوائم حركة حماس ومن تدعمهم.
إلى جانب ذلك، أضاف قبها أن ما يدعم التخوفات أيضًا صلاحيات المحكمة الدستورية، وإمكانية توظيفها لإبطال أصوات أو فوز قوائم محددة، وقبول تقديم الطعون عليها.
وأكمل: "حينما يقوم الرئيس بإجراءات تمس القانون مؤخرًا في سلك القضاء، فهذا لا يبشر بخير حول الانتخابات".
وأردف أن المواطن يخشى ما يخشاه أنه إذا ما جاءت نتائج الانتخابات على ما تشتهي سفنهم أن يتم الطعن فيها، وإلغاؤها، وأقل القليل ألَّا تُجرى بعدها انتخابات رئاسة السلطة والمجلس الوطني".
وأكد القيادي قبها أن المواطن في الضفة الغربية فعليًّا يقع بين مطرقة غياب الأجواء المناسبة التي تعطِّلها السلطة من جهة، وسندان الاحتلال من جهة أخرى، والذي لم يدَع خطوة إلا ويمارسها لإحباط وإفشال العملية الانتخابية.
وذكر أن مخابرات الاحتلال يوميًّا تستدعي الشخصيات الوطنية المحسوبة على حركة حماس، أو تتواصل معهم عبر الهاتف لإرهابهم وتخويفهم و"دفعهم الثمن" عند دعمهم للانتخابات أو المشاركة فيها.
وفي شأن ذي صلة بالانتخابات، قال: إن ورقة ضغط أخرى على إمكانية تنفيذ عملية الانتخابات تتعلق بالقدس، متسائلًا: "لو رفضت سلطات الاحتلال القبول بإجراء الانتخابات في القدس، فما الذي سيصنعه أصحاب القرار؟".
ورأى قبها أن القبول بخيار تصويت المقدسيين إلكترونيًّا، لتفادي إمكانية رفض سلطات الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس، لا يمثل مخرجًا للحل، بقدر ما هو استسلام للاحتلال ورضوخ لسياسته.