بِقَلبـــــي سَــــأُبقي وُرودَ الحَنيـــن تَفوحُ عَبيـــرًا بِرغمِ السِّنيـــــــن
وأَسقِــــي حَنينــــي بِمـــاءِ الأَمـــل لِيَغدو مَعَ الحــبِّ عَيــــنَ اليَقيــن
فَفِي بعَضِ رُوحي لِرُوحي ضِيـــاء وَفي بَعضِ حُبِّــي لِقَلبِــي رَنيـــن
وَفِــي نَبضِ قَلبِــي لُحــونٌ تُصَـــاغ فُيوضُ القَوافـــي لَهـــا تَستَكيــــن
وَلكـــــــنَّ أَقــــدارنــــا النَّــــازِلات لِــوأدِ الهَنــــا لا أَراهَــــــا ضَنِين
كَـــــأنَّ فُؤادِي بِحُـــــزنٍ تَـــغشَّـــی فَهــــل مِــــن حَيــاةٍ بِقَطعِ الوَتِين
سَفينِي يَخـــوضُ عُبـــابَ البُحــــور شِراعِـــي يُفَتِّشُ كَنـــــزًا دَفيـــــن
وَلَيلُ السُّكــــونِ يُواسِيهِ حَالــــــي فَقيــــدِي ظَلــــومٌ وَجِسمِي سَجين
فَإِن حَاصـــرَتنِي وُحوشُ الظَّــــــلام يَكــــونُ اعْتِصَـــامي بِحبـلٍ مَتين
لَنَا اللهُ نَرضَـــــی بِـــذاكَ القَضــــــاء فَلَلَّهِ حَسبِــــــي وَنِعـــــمَ المُعيـــن
فَلا السِّجــــنُ يُنهِــــي بِنَا الأُمنِيــــات وَلا الظُّلــــــمُ بَاقٍ لِطُولِ السِّنِيــن
تَموجُ اشتِياقًا بِــــيَ الذِّكرَيـــــــات لِأَيامِ سَعـــــدٍ وَخِــــلٍّ حَنــــــــون
أَسيــــرُ وَحيِــــداً بِوَمــــضِ التَّلاقِـــي فَذِكــــرَی الأَحبَّــــــةِ نِعـمَ القَرين
بِصــــدقٍ عَقَـــدنَا عُهــــودَ المَضــــاء وَوَعـــدٌ قَــــطَعنــــاهُ أَلَّا نَليـــــــن
فَمِيثــــــاقُ رَبِّــــي لِرَبِّـــــي وَفَـــــــاء وَهَيهــــاتَ مِنَّــــا يَكــونُ الضَّغِين
وَحُبًّا تَشابــــكَ بَيـــــنَ الصُّــــــدُور لِيَعزِفَ لَحنـــــًا شَجـــــــِيًّا أَليِــــن
فَكُنَّـــــــا وَكــــــانَ التَّآخِـــــي لَنَــــــا يَفــــوقُ زُلَالًا مِيَـــــاه المَعيِـــــــن
وَإِن رَاوَدَتنــــــا لِـــــــراحٍ سَبيـــــــل أَبَينَــــــا رَوَاحــــــًا بِعقــــلٍ فَطِين
فَليـــــسَ لَنـــا فِي الحَيــــاةِ استِــــراح فَجَنَّـــــاتُ رَبِّـــــي مَراحٌ سَكيـــن
وَهـــــذا سَبيلِـــــــي فَأَكـــــرِمْ بِصحبٍ نُجُومًا سَتَهــــدِي خُطَـى الحَائِرين
هُـــمُ السَّابِــــقـــونَ بِبَــــــذلِ الدِّمــــــاء بِنَثرِ الــــوُرودِ كَمـــــا العَاشِقِيـــن
هُمُ الكَاتِبُــــــونَ بِحبـــــرِ الجُـــــــــمان صَحائِـــبِ عِزٍّ إِلــــی السَّـائِـرين
جُنــــــودٌ تُريدُ الحَيـــــاةَ مَـــــمَاتــــــــًا فَمــــوتُ الشَّهــــــادةِ بَعــثًا يَكون
فَشتَّــــــانَ بَيـــــــنَ مَــــــواتِ الحَيــــاة وَمَـن يَقـــضِ حَيَّــــاً كَما الخَالدين
فَخَطوُ الحَمــــــاسِ يَـــــرومُ المَعـــــالي بِحدِّ السُّيـــــوفِ وَنهــــجِ الأَمين
إِذا مَا جُمـــــــوع العِـــــــدَا قَد تَمــــادَت رَأيـــتَ الأُســـودَ حُمـــاةَ العَريِن
صُقــــــورٌ تُحَلِّــــــقُ فَـــــوقَ الرَّوابِـــي بِبَــــأسٍ تَحـــــومُ حِـــداد العُيون
رِجـــــالٌ إِذَا ما الخُطــــوب ادلَهمَّــــــت شُمـــوخُ الرَّواســــي ثَباتٌ مَكين
فَبِاللهِ كانـــــــــت لَهــــــــــم عَزمـــــات تُبيدُ الخَؤونَ وتَمحـــي اللَّعيـــــن
وتَبنــــــي إِلی المَجـــــــدِ صَرحَ العَطاء بِهمــةِ جِيـــلِ العُلا صَاعديـــــن
كَتـــــــــــــائِبُنَا جَيـــــشُ نَصرٍ تَجـــلَّی إلی القُدسِ يَمضي بِزحفٍ رَصين
فَيَـــــــا رَبِّ أَكـــــــرِم بِهـــــــم أُمـــــة تَتوقُ وُصـــــــولًا لِنصرٍ مُبيــــن