فلسطين أون لاين

"شيخ الأسرى" يواجِه الموت في سجون الاحتلال دون أن تكترث قيادته لتاريخه

...
غزة/ نور الدين صالح:

أمضى من حياته 15 عامًا خلف غياهب "قضبان حديدية مُعتمة" من أصل حُكم إسرائيلي جائر بلغت مُدته 17 عامًا، وما زال يمتلك عزيمة قوية وإرادة صلبة، رغم دخوله في العقد الثامن من عُمره، وسط صمت تام لقيادة السلطة.

هو الأسير المُسن فؤاد الشوبكي المُلقَّب بـ "شيخ الأسرى"، والذي يعيش ظروفًا صحية في غاية الصعوبة نتيجة إصابته بأمراض مزمنة عدّة آخرها فيروس "كورونا".

وُلد "الشوبكي" في 12 مارس عام 1940 في مدينة غزة، وهو سياسي وعسكري فلسطيني برتبة لواء وأحد أعضاء حركة "فتح"، وكان مسؤولًا عن الإدارة المالية المركزية العسكرية في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.

ويُعدُّ من المُقربين للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأحد أعضاء المجلس الثوري الفلسطيني والمجلسين العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، والوطني الفلسطيني، وشارك في تأسيس الخلايا الأولى لقوات العاصفة في غزة.

اعتقلت قوات الاحتلال اللواء الشوبكي في 14 مارس/ آذار لعام 2006، بعد أن اقتحمت سجن أريحا التابع للسلطة، والذي كان يخضع للرقابة البريطانية الأمريكية آنذاك.

وخضع الشوبكي فور اعتقاله للتحقيق بشأن ما عرف بسفينة الأسلحة (كارين إيه) التي اعترضتها (إسرائيل) في يناير/ كانون الثاني عام 2002 في البحر الأحمر في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "سفينة نوح".

واتَّهمت (إسرائيل) القيادي الشوبكي بأنه العقل المُدبِّر في تمويلها وتهريبها.

ونُقل بعد ذلك إلى زنازين التحقيق في سجن "المسكوبية" ومكث عدة أسابيع ثم نُقل إلى سجن "عسقلان" لعدة أيام ثم إلى سجن "هداريم".

ويُطلِق الأسرى عليه لقب "شيخ الأسرى" فهو أكبرهم سنًّا ويعاني ظروفًا صحية في غاية الصعوبة، نتيجة الأمراض المزمنة التي يعانيها، وهي "سرطان البروستاتا" وجفاف في العين اليُسرى وظهور مياه زرقاء في عينيه، عدا عن استئصال جزءًا من الكلية اليُمنى بعد الاشتباه بوجود كُتلة سرطانية.

وتتعمد إدارة سجون الاحتلال إهمالَ اللواء العسكري في متابعة حالته الصحية. 

وما "زاد الطين بلّة" الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا مؤخرًا، بعد مخالطته لسجان إسرائيلي في أثناء نقله في عربة "البوسطة" للمستشفى لإجراء عملية جراحية في عينيه، وفق عائلته.

وعقب الإعلان عن إصابته بكورونا، خيّمت حالة من الخوف والقلق على عائلة الشوبكي، خاصة في ظل تضارب الأخبار الواردة عن الإصابة، ما بين التأكيد والنفي، وفق ما ذكر نجله حازم الشوبكي.

وينفي الشوبكي لصحيفة "فلسطين"، وصول أي معلومات رسمية من إدارة سجون الاحتلال حول طبيعة الحالة الصحية التي يعيشها والده المُسن.

تحركات ضعيفة

ورغم تولي "الشوبكي" مناصب عدة في حركة "فتح" والسلطة، فإن الأخيرة لم تتحرك جِديًا ولم تمارس ضغوطًا في سبيل الإفراج عنه، وهو ما يُثير الشكوك حول تلك التحركات "الخجولة" التي لا ترتقي لمستوى ما قدَّمه رفيق الرئيس الراحل "أبو عمار" لهم.

وهنا ينتقد حازم صمت السلطة وقيادة حركة "فتح" عما يتعرض له والده المُسن، سيَّما أنه قدّم لهما الكثير طيلة حياته خارج السجن، قائلاً: "لا يوجد هناك تحركات جِديّة على الصعيد الرسمي تجاه الإفراج عن والدي".

وبيَّن أن التحركات التي جرت مؤخرًا، كانت من أجل الاطمئنان على سلامته ومعرفة حالته الصحية إن كان مُصابًا بكورونا أم لا، وليس من أجل الإفراج عنه.

وأفاد بأن عائلته أعدَّت ملفًا خاصة يضم كل ما يتعلق بوضع والده الصحي، حيث سيتم إرساله للوزارات المعنية والاتحاد الأوروبي بدءًا من الأحد القادم، من أجل الضغط باتجاه الإفراج عنه قبل فوات الأوان.

وطالب نجل الأسير، بضرورة التحرُّك تحرُّكًا جِدّيًّا وفعّالًا لتحريك ملف والده الخطِر، وآلاف الأسرى الآخرين، وصولًا للإفراج عنهم.

المصدر / فلسطين أون لاين