فلسطين أون لاين

هل توفير المرأة وقتًا "للنقاهة" في ذروة الأعباء "مستحيل"؟

...
غزة/ صفاء عاشور:

تمر المرأة بالكثير من الضغوط بحكم الأشغال والأعمال التي تجعل من الصعب عليها أن تجد أوقات فراغ يمكن أن تستفيد منها في توفير بعض الراحة لنفسها، أو ممارسة هواية معينة؛ شرب فنجان قهوة دون إزعاج، وغيرها من الأمور البسيطة التي تجد المرأة نفسها غير قادرة على ممارستها بحكم انشغالاتها العديدة.

فهل أصبح وقت الفراغ للأم، الزوجة، الموظفة العاملة، أمرًا صعبًا وإن كان ممكنًا؟ فكيف يمكن الحصول عليه دومًا؟ وما الأمور التي يمكن ممارستها في هذه الأوقات الثمينة؟

نجوى محمد أم لثمانية أطفال ثلاث فتيات وخمسة ذكور مقسمين على جميع المراحل الدراسية ما بين الجامعة والمرحلة الثانوية، الإعدادية والابتدائية.

لك عزيزي القارئ أن تتخيل طبيعة الحياة التي تعيشها نجوى، فكما تقول لصحيفة "فلسطين" أن روتين حياتها يبدأ من الساعة الخامسة صباحًا وينتهي التاسعة مساءً.

وتضيف: "في أثناء اليوم لا يمكن أن أجد وقتًا خاصًّا بي نهائيًّا فما بين إعداد وجبات الطعام والاهتمام بالمنزل إضافة إلى تعليم الأبناء لا يتبقى من اليوم شيء".

وتشير إلى أن حياتها الاجتماعية والزيارات العائلية التي يمكن أن تريحها من هذا التعب ولو قليلًا فهو نادرًا ما تقوم به، وعليه فهي لا تعرف الراحة إلا ساعة النوم في المساء.

أما الغزيَّة عبير توضح أن مشكلتها ليست بكثرة الأبناء بل بالعيش في بيت العائلة فهي الكنة الأولى والمسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة في البيت.

وتذكر في حديثها مع صحيفة "فلسطين" أن العيش في بيت مفتوح للجميع يعني عدم توفر خصوصية للفرد نهائيًّا، وهو ما تعانيه عبير التي تجد نفسها في دوامة أعمال وأحاديث ولقاءات مع الجميع لا تنتهي.

وتلفت إلى أنها تتمنى أن تجد وقتًا تخرج فيه من المنزل لتمشي مع زوجها، أو أن تحظي بوقت في ساعة ما بعد العصر لتقرأ فيه كتابًا كما اعتادت في بيت أهلها.

وقت خاص

في السياق، توضح الاختصاصية الاجتماعية عروبة الجملة أن على الجميع أن يدرك أن كل شيء يأتي على حساب شيء آخر، وهذا ينطبق على ما يتعلق بالوقت الخاص بالمرأة وربة المنزل خاصة عندما يتعلق الأمر في تخصيص وقت خاص لها بعيدًا عن أي مشاغل.

وتشير في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى أن الأمهات وربات البيوت غالبًا ما يعطين جل وقتهن إلى البيت والأولاد وكل ما يتعلق به، وينسين أنفسهن في خضم هذه الاحتياجات التي لا تتوقف والتي تزيد ولا تنقص بتاتًا.

وتقول الجملة: "إن المرأة وربة المنزل هي من تستطيع تخصيص وقت خاص لها تمارس فيها كل ما تريد أو حتى لا تفعل شيئًا سوى الجلوس مع نفسها، فما المانع من أن تبقى بعيدة عن الأولاد والزوج وتختلي بنفسها، أو تخرج للمشي في إحدى الحدائق أو حتى تمارس هواية تحبها؟".

وتضيف: "يجب على المرأة أن تعرف أن تخصيص وقت خاص بها هو أمر مهم لها ولأسرتها، لما لهذا الأمر من فائدة كبيرة على راحتها النفسية والجسدية والتي تنعكس تلقائيًّا على جميع أفراد الأسرة فيما بعد".

وتنبه الجملة إلى ضرورة أن تختار الوقت المناسب لتنال راحتها بتخصيص وقت خاص بنفسها، مشترطةً أن يتم ذلك الأمر بالتوافق مع زوجها وجميع أفراد الأسرة الذين يجب أن يحترموا تخصيص وقت خاص بها.

وتلفت إلى أنه إذا لم توجد حالة من التوافق بينها وبين زوجها أو أطفالها فهي قادرة على أن تخصص وقتًا خاصًّا بها حسب ظروف معيشتها في المنزل، مشددةً على أن الأمر قد يبدو صعبًا ولكنه غير مستحيل.

وتذكر الجملة أن كل امرأة يختلف وضعها عن الأخرى وقد تزيد صعوبة تخصيص وقت للمرأة العاملة التي تستنزف ما لا يقل عن ست ساعات خارج المنزل وبعيدة عنه وعن احتياجات ومتطلبات الأطفال والزوج والبيت.

وتكمل: "مع تنظيم الوقت والتوافق بين جميع أفراد الأسرة يمكن جعل الحياة أكثر سلاسة وسهولة في عيشها، كما أن الفائدة التي ستعود إليها من تخصيص وقت لها سيؤدي إلى وجود توازن نفسي واجتماعي عندها، ومن ثم ستقل المشكلات والضغوط التي ستتعرض لها هي وبقية أسرتها".