غزة - هديل عطا الله
ربما كان هذا ما قاله مازن فقها لابنه في النزهة الأخيرة، ربما على هذا النحو غذَى خيال "الصغير": ما رأيك لو نجرب شعور أن ندخل معًا إلى جنة هذا الكوكب.. لنفعل كل ما يخطر على قلبك مهما بدا لهم سخيفًا.. وبدا لنا مستحيلًا.. سنتعلم معنى أن يحبس الإنسان أنفاسه.. سنجول طويلًا بين المروج والجداول.. وسنرى للمرة الأولى هجرة أسراب الفراشات.. ونقفز بدراجة هوائية على الصخور الناتئة.. ونمارس رياضة التجديف أيضًا.. ونركب حصانًا أصيلًا.. ونصطاد السمك مع الرفاق.. ثم نعود يدًا بيد إلى خيمة أطلّت الشمس خارجها على محيط شاسع.. وبعدها نستلقي أبًا وابنه على أرجوحة التخييم المُعلقة.. لنسحب الهواء الطلق كله.. لا بأس إن لم ننجح يا بني.. ادعُ الله حينئذ أن نفعلها في "جنة الآخرة".