تلويح الرئيس عباس المُبطّن أو المُعلن برفع العقوبات عن أهالي قطاع غزة أو تثبيتها وتشديدها، هو سلوك مشين وتصرف غير مقبول وغير مسؤول، ودليل جديد على أن قرار الحصار والعقوبات بيد رئيس السلطة الفلسطينية، وهذا شيء مؤسف وقديم يتجدد وقت الحاجة.
منذ متى بات شعبنا الفلسطيني سلعة للانتخابات يا سيادة الرئيس؟ ومنذ متى بات عشرات الآلاف من المقطوعة رواتبهم ومخصصاتهم من الموظفين المغلوب على أمرهم ومن أهالي الشهداء الأكرم منا جميعا ومن ذوي الأسرى والجرحى، منذ متى باتوا رهانًا مقبوضة تتحكم فيهم حسب المزاجات وحالة الروقان، وكأنهم سلعة رخيصة في سوق للعبيد؟
من المؤسف جدًّا عندما تطفو مثل هذه السلوكيات على السطح كلما حكّ الكوز في جرة الانتخابات أو ما يشبهها من مغانم سياسية أو غير سياسية.
ينبغي أن تبقى كرامة شعبنا الفلسطيني بعيدة كل البعد عن التجاذبات والخصومات السياسية يا سيادة الرئيس، وينبغي أكثر أن تتحلى بالمسؤولية بدرجة أكبر مما هي عليه، واصرف نظرًا عن الحاشية التي تلفك والتي تقتات على معاناة شعبنا الكريم، اصرف عنك تجّار السياسة الذين يتلاعبون بمصالح الناس ويتقاذفون أرزاقهم ميمنة وميسرة!
لا أظن أن رئيسًا مرّ على مدار التاريخ يكون سيفًا على شعبه وموظفيه وعلى من قدّم التضحيات من ذوي الشهداء والجرحى والأسرى والمبعدين.
إن كان لك انتقام سياسي، فليكن بعيدًا عن معاناة الناس والتلاعب بها، فهذا لعمرك خلق ذميم، لا ينبغي لك أن تنزل إلى ذاك المستوى الذي يشجّعك عليه حاشيتك الذميمة.
نريد انتخابات اليوم وليس غدًا، ولكن على قواعد الاحترام المتبادل، والتوافق الوطني، والهدوء السياسي، نريد انتخابات شريفة نزيهة بعيدة عن التلويحات والعقوبات والتسريبات والنيَّات السوداء.
متعطّشون لانتخابات يقبل بها الجميع، انتخاباتٌ تحمل رسالة السلام والأمان لشعبنا الفلسطيني الكريم، وتجرّم الاحتلال وعنصريته وتمهّد إلى طرده من أرضنا الفلسطينية. فأهلًا وسهلًا بالانتخابات، وليقل شعبنا الفلسطيني كلمته وليقبل بها الجميع.