فلسطين أون لاين

"بوابة السماء".. مسلسل فلسطيني يطلُّ بجزئه الثاني في رمضان

...
غزة- مريم الشوبكي:

إضاءة صفراء خافتة، أفراد جهاز ما يسمى "الشاباك" الإسرائيلي يتمترسون خلف شاشات الحواسيب، ينظرون إلى اثنتين منها، إحداهما ترصد مقدسيًّا يجلس خلف مقود سيارة، وفي الثانية تعرض بياناته الشخصية.

هَمَّ أحد أفراد "الشاباك" بالخروج من باب الغرفة ممتعضًا كأنه اكتشف سرًّا كبيرًا، وبدت ملامح القلق على الآخر الذي أمسك سماعة الهاتف يجري اتصالًا على وجه السرعة.

أحدهم يدعى "درعي" ينظر إلى الشاشة غاضبًا: "وين كان هادا متخبي طول الفترة هادي؟! والسؤال الأهم ليش مخاطر بحاله وجاي على هاي المنطقة؟".

ينظر إلى آخر يدعى ديفيد ويواصل: "راقبوا الكاميرات كويس، وشفولي من وين كانت بداية انطلاقه".

ديفيد: "شو بالنسبة لأمه وأخوه؟".

درعي: "راقبوا اتصالاتهم وتحركاتهم على مدار اللحظة، خليهم مطمنين ومصدقين إنو إحنا ماكلين الطعم، هاد كله راح يفيدنا في الوصول إلهم".

هذا المشهد أحد مشاهد مسلسل بوابة السماء الجزء الثاني الذي ستعرضه قناة الأقصى الفضائية في شهر رمضان المبارك، الذي يحل في نيسان (أبريل).

وعرضت القناة الجزء الأول من المسلسل في 2017م، ومخرج العمل هو زهير الإفرنجي.

قضايا مختلفة

يبين المخرج المساعد للمسلسل سعدي العطار أن التأخر في عرض الجزء الثاني ثلاثة أعوام جاء نتيجة ظروف إنتاجية.

ويوضح العطار لصحيفة "فلسطين" أن الجزء الثاني هو تكملة للأول، ولكن سيتناول قضايا ومواضيع مختلفة، فالأول تحدث عن مدينة القدس وضواحيها، واعتداءات الاحتلال، والتهويد، والتهجير القسري، والضرائب الباهظة التي يفرضها على المقدسيين ومحالهم التجارية.

ويشير إلى أن الجزء الثاني لبوابة السماء يتناول تهويد المناهج التعليمية، وإلغاء بعض المواد الوطنية من المنهاج الفلسطيني، ويطرح قضية التطبيع بين الأنظمة العربية والاحتلال، وإظهار الضرر الذي لحق بالقضية الفلسطينية.

ويلفت العطار إلى أن المسلسل يطرح العلاقات الأسرية بين المقدسيين، إضافة إلى قضية "تفجير المسجد الأقصى وبناء الهيكل" المزعوم، وكيف أن الفلسطيني والمقدسي والعربي يقفون في وجه هذه الانتهاكات والمخططات الجسيمة.

ويذكر أن المسلسل عبارة عن 30 حلقة، كل حلقة مدتها 40 دقيقة، واشترك في كتابة السيناريو ثلاثة كتاب، وضم فريق التمثيل ثلة من الممثلين القدامى والجدد.

ولدى سؤاله عن أوجه التطور الأخرى التي طرأت على الجزء الثاني يجيب العطار: "سيشهد تطورًا في أداء الممثلين الذي خضعوا لدورات تدريبية مكثفة، واستخدام معدات حديثة بتقنيات عالية تخدم في تصوير المسلسل".

ويتوقع أن يلقى الجزء الثاني صدى كبيرًا لكون الجمهور الفلسطيني والعربي متعطش إلى مشاهدة المسلسل، بعد غياب ثلاثة أعوام عن الساحة الفنية.

ويقول العطار: "التكاليف الإنتاجية لهذا الجزء أعلى نتيجة الظروف المحيطة، وجائحة كورونا التي أثرت سلبًا على المدة الزمنية المرصودة للعمل وهي ثلاثة أشهر ونصف، وستمتد شهرًا آخر بسبب توقف التصوير عدة مرات".

وصوّر في أماكن تحاكي البلدة القديمة لمدينة القدس، وصورت مشاهد في بعض بيوت غزة القديمة، والمساجد، ومدينة الإنتاج الإعلامي (أصداء) حيث خصص جزء كبير من المشاهد فيها لأنها تضم شوارع وأزقة وسوقًا ومقهى يحاكي البلدة القديمة.

ويكشف العطار أن بعض الفنانين العرب كانوا سيشاركون في العمل، ولكن ظروف كورونا حالت دون وصولهم إلى غزة، كالفنانة الأردنية جولييت عواد، والفنان السوري نزار أبو حجر، والفنانة الفلسطينية الأصل نادرة عمران.

ويأمل أن ينال العمل إعجاب الجميع لأنه يخدم القضايا الفلسطينية، وأن يجد تفاعلًا من الشعوب العربية بعدم الانجرار وراء الأنظمة في التطبيع "لأنه كذر الرماد في العيون".

الدراما الأكثر رواجًا

بدوره يقول المدير العام لقناة الأقصى الفضائية إبراهيم ظاهر: "إن الجزء الأول من بوابة السماء حقق صدى إيجابيًّا واسعًا، لأنه عرض على عشرات القنوات الفضائية في العالم العربي والإسلامي، وترجم إلى اللغتين التركية والفارسية".

ويضيف ظاهر لصحيفة "فلسطين": "أُجِّل إنتاج المسلسل بسبب الضائقة المالية التي نتجت عن قصف مبنى القناة، الذي كبدنا خسائر ضخمة أعاقت المساهمة بأي تكاليف إنتاجية ودرامية للمسلسل".

ويتابع: "هذا العام تبنت الدائرة الفنية لحركة المقاومة الإسلامية حماس إنتاج المسلسل، والقناة ساهمت بما تمتلك من طواقم ومعدات فنية، للمشاركة في التصوير والمونتاج، فالكتاب والمخرج وجزء من المصورين هم من العاملين في القناة".

في الأعوام الأخيرة أصبح هناك اهتمام بالإنتاج الدرامي، يوضح ظاهر أن الدراما باتت الأكثر رواجًا، وتعد بابًا للتنافس الأكبر للمشاهد العربي، وبالدراما الفلسطينية يظهر الشعب الفلسطيني أنه لا يستسلم للاحتلال، وتظهر الصورة القبيحة للأخير.

ويؤكد أن الدراما مهمة في تعزيز الروح الوطنية، وتبصير الشعب الفلسطيني والعربي أهمية القضية والدفاع عنها، لا سيما أن بعض الأعمال الدرامية العربية التي عرضت أخيرًا عملت على "تجميل" صورة الاحتلال وإظهار الفلسطينيين "معتدين".

ويكمل ظاهر: "إن بوابة السماء عمل ينضم إلى عدة أعمال درامية أنتجتها أو شاركت في انتاجها القناة على مدار السنوات الماضية كمسلسل الروح، والفدائي بجزءيه، وحساب مفتوح، وحبر النار، إضافة إلى سلسلة من الأفلام".