فلسطين أون لاين

​فلسطينيو الـ 48 : النكبة تتجدد بقوانين الاحتلال العنصرية

...
غزة - مريم الشوبكي

يستمر الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 48، في معايشة آثار النكبة حتى وقتنا الحالي، حيث تقام على أراضيهم المستوطنات ويستولي الاحتلال على أخرى، كما لازالت تصدر ضدهم قوانين عنصرية بإعلان قانون يهودية الدولة، وما تبعه من قانون منع الأذان.

يقول مازن غنايم رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ورئيس بلدية سخنين: " الفلسطينيون في الداخل المحتل هم جزء من الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، حينما ترفع أعلام الإحتلال في 15 من مايو احتفالاً بقيام ما يسمى بــدولتهم، نستحضر ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في المخيمات و في كل دول الشتات".

وأضاف غنايم لصحيفة "فلسطين" : " كل شبر في هذه الأرض يذكرنا بنكبة عام 48، لذا أحيينا ذكرى النكبة على أرض قرية الكابري التي هجر أهلها في ذلك الوقت، وأقيمت عليها المستوطنات حالياً".

ويذكر أن الكابري واحدة من القرى المهجرة والمهدمة، تقع عند سفوح الجليل الغربي، في شمال شرق عكا وعلى بعد 12,5 كيلو متر عنها، وعلى مسافة حوالي 5 كم من البحر الأبيض المتوسط، وحوالي 5 كم إلى الشرق من نهاريا، على ارتفاع 84 مترًا عن سطح البحر.

وأكد أن الفلسطينيين في الداخل المحتل والشتات متمسكون بحق العودة إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها، والذين لا زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي ورثوها لأبنائهم وأحفادهم.

وأشار إلى خطورة ما يتعرض له الفلسطينيون في الداخل من محاولات اجتثاث لهم عبر قوانين عنصرية زادت عن 130 قانوناً، تتنافس الاحزاب الصهيونية في تقديمها على حساب أصحاب الأرض الأصليين.

وأضاف: "فرصة الأمل للفلسطينيين في الشتات بالعودة إلى ديارهم، ستحدث في حالة توحد جميع الأطراف في الداخل"؛ مشدداً على أن فلسطينيي الداخل المحتل لازالوا متمسكين بقوميتهم العربية وهويتهم الفلسطينية.

يعيشون النكبة

بدوره قال محمد عارف القيادي في الداخل المحتل : " لاشك أن النكبة ليست مجرد ذكرى نعيشها، ولا طيف يمر في خيالنا في كل عام، بل هي واقع تجذر في كل حياتنا فأراضينا ما زالت تُغتصب، وعداوة الاحتلال تستمر بأشرس الأشكال".

وأضاف عارف لـ"فلسطين":" لم ولن ننسى اغتصاب الوطن الذي راح ضحيته أكثر من 500 قرية بما فيها من آثار وتاريخ وأرض وثمار ثم تهجير أهلها الذين يعيشون في الشتات الآن".

وتابع : " أثر النكبة آثار آلامه باقية؛ ولا يسعنا إلا أن نعيش على أمل العودة والتحرر، ما زالت مفاتيح الأجداد لبيوتهم التي احتفظوا بها طوال هذه السنوات؛ وها هم الأبناء والأحفاد يحملونها".

وأكد عارف أن فلسطينيي الدخل لا زالوا يعيشون النكبة يوماً بعد يوم من تضييق وملاحقات، كان آخرها مطاردة أبناء الصحوة الاسلامية الذين يقبع عدد منهم في السجون الاسرائيلية؛ بتهمة تقديم إفطارات لصائمين في المسجد الأقصى، علاوة على تمسكهم وثباتهم على أرضهم.

وأشار إلى أن التضييق على فلسطينيي الداخل، والحملة ضدهم مسعورة وستزداد لا سيما على إثر قانون اعلان يهودية الدولة، وقانون محاربة الأذان.

ولفت عارف إلى أن الكثير ممن لديهم حس وطني من الفلسطينيين يمنعون من السفر ودخول المسجد الأقصى، وبعضهم يلاحق من قبل سلطات الاحتلال، وآخرون جرى اعتقالهم.

وذكر أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية تحاول محاربة أي فعالية يقيمها الفلسطينيون في الداخل المحتل بتهمة الارهاب والانتماء لمؤسسات محظورة.

وذكر أنه من أجل خلق دولة (إسرائيل)، هاجمت القوات الصهيونية المدن الرئيسة، ودمرت أكثر من 530 قرية فلسطينية عام 1948، وقتلت قرابة 13 ألف فلسطيني، وهجرت أكثر من 750 ألفاً من بيوتهم ليصبحوا لاجئين؛ لقد فعلوا كل ما يلزم سياسيّاً وجغرافيّاً كي لا يعودوا مجدداً.

ويضيف: "لكن اليوم، تبلغ أعداد اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم قرابة سبعة ملايين فلسطيني؛ يعيش كثير منهم في مخيمات اللجوء في الدول العربية المجاورة، وينتظرون عودتهم لوطنهم".