فلسطين أون لاين

قطاع غزة "تسلّى" بـ300 طن "فشار" في 2020

...
غزة- مريم الشوبكي:

يحتفي عشاق الفِشار (البوبكورن) في كانون الآخر (يناير) بيوم عالمي مخصص له، واكتشف علماء الآثار أن البشر عرفوا "البوشار" أو "النفيش" أو "الشوش" منذ آلاف السنين، ويقال إنه عُثر في المكسيك على بقايا فشار تعود لنحو 3600 سنة قبل الميلاد.

وقدَّر الناطق باسم وزارة الاقتصاد في غزة عبد الفتاح أبو موسى استهلاك قطاع غزة من الذرة الفِشار لعام 2020م 300 طن، وفي عام 2019م 360 طنًّا.

والذرة الفِشار هي حبوب مفرقعة بعد تعريضها للحرارة، وتستخدم نوعًا من أنواع المسليات في جميع أنحاء العالم، وتصنع بمذاق حلو بإضافة الكراميل أو السكر إليها، أو مالح بإضافة الملح أو الزعتر، أو نكهات الجبنة، أو الشطة البودرة.

وتبين الشيف سمر النباهين أن حبوب الفشار عادة ما تصنع مالحة، بوضع القليل من الزيت النباتي في قدر مع رشة ملح، وتترك على نار هادئة دقائق قليلة، وعند الانتهاء بعضٌ يفضل رش الزعتر المطحون، أو الشطة، ونكهات الجبن وغيرها.

وتذكر النباهين لصحيفة "فلسطين" أن الفشار يصنع بالكراميل أيضًا، وهذه الطريقة المفضلة لدى الأطفال، إذ يصنع الفشار بالطريقة السابقة دون إضافة ملح، وفي قدر آخر يوضع سكر حتى يصبح لونه ذهبيًّا عندها يضاف القليل من الزبدة ورشة من "الكربونات"، وبعضٌ يفضل إضافة القليل من القشطة.

وتوضح أنه تدهن صينية بالزيت النباتي ويفرد عليها الفشار، ثم يوضع الكراميل بحذر ويحرك سريعًا بملعقة خشبية ويترك حتى يبرد تمامًا ثم يتناول.

ويجد الفشار رواجًا كبيرًا بين السكان في قطاع غزة لكونه أرخص أنواع المسليات إذ يقدر ثمن الكيلوجرام الواحد منه بأربعة شواقل، وفي العامين الماضيين زاد الطلب عليه بسبب "تردي الأوضاع الاقتصادية" بفعل الحصار، بحسب إفادة عماد بلبل، صاحب محل عطارة وأعشاب.

ويبين بلبل أن الذرة الفشار هي نوع من أنواع المسليات التي يقبل على شرائها الغزيون بكثرة، لا سيما أن سعره في متناول الجميع مقارنة بأنواع المسليات والمكسرات الأخرى المرتفعة الثمن.

ويقول بلبل لصحيفة "فلسطين": "الفشار هو من أكثر أنواع المسليات بيعًا لدينا".

الصحة العامة

والفشار غني جدًّا بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي تحسن من صحة الإنسان العامة، وتساعد من يتبعون حميات غذائية على خسارة الوزن لأنه يعطي إحساسًا بالشبع وسعراته الحرارية منخفضة.

من جهته يقول خبير التغذية رمضان شامية: "يمكن تحضير الفشار في البيت بعدة طرق إما بقليل من زيت الزيتون أو زيت جوز الهند، ويمكن إضافة نكهات إلى تلك الحبوب مثل الشومر، أو الزعتر، أو القرفة، وذلك بمزجها مع الزيت ثم وضع الحبوب والقليل من الملح وتركها على النار حتى تفرقع".

ويلفت شامية في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى أن ذرة الفشار أكثر الخضراوات غنى بالنشويات (الكربوهيدرات) بنسبة تصل إلى 78%، و15% من كل 100 جرام منها ألياف، وهي مفيدة لجميع الفئات العمرية، يمكن أن يتناولها الطفل بعد بلوغه عامًا.

ويذكر أن الذكور البالغين يحتاجون إلى 35-38 جرامًا يوميًّا من الألياف، والمرأة إلى 25 جرامًا، والحامل أكثر احتياجًا للألياف التي تنشط الدورة الدموية للجهاز الهضمي وحركته.

ويبين شامية أن الفشار يحتوي على البروتين، وهي من الخضار القليلة الدهون، دهونها الأصلية غير مشبعة (أوميجا 3 و6).

ويوضح أن سعراتها الحرارية منخفضة مقارنة بالمسليات الأخرى كرقائق البطاطس المقلية والمكسرات، وهي مهمة جدًّا لانقاصي الوزن لأنها تعمل على سد الشهية وتعطي إحساسًا بالشبع، وتخفيض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم.

ومن أهم الفيتامينات التي تحتوي عليها جميع الحبوب -ومنها الفشار- فيتامين (ب) بأنواعه الذي يمد الجسم بالطاقة، ويزيد الحرق، والفوليك أسيد، وفيتاميني (أ)، و(E)، ويحتوي أيضًا على الحديد، والبوتاسيوم والمغنيسوم المهمين لتنظيم ضربات القلب، والتخفيف من مشاكل القولون، ومنع الإمساك، وتنشيط الحركة الدودية في الأمعاء.

ويفيد شامية أنه يحتوي أيضًا على الزنك، والنحاس المهمين لتكوين الهيموجلوبين في الدم، وتحسين المناعة، وعلاج الأنيميا، والزنك هو بروتكول علاجي لفيروس كوفيد-19.

ويشير إلى أنه غني بمضادات الأكسدة وهي مضادة للالتهاب، والشيخوخة، والتجاعيد، ومحاربة ومنع تكوين الخلايا السرطانية.

ويكمل خبير التغذية: "إن عنصر الكروم هو من العناصر المنسية عند الحديث عن فوائد الفشار الذي يحتوي منه على نسبة كبيرة، وهو أساسي في تكوين (ب12) والأنسولين إذ يعمل على خفض نسبة السكري في الجسم".

ويوافق اليوم العالمي للفشار 19 كانون الآخر (يناير) سنويًّا.