هل عودة أمريكا للاتفاق النووي مع إيران يهدد اتفاقيات التطبيع العربي مع (إسرائيل)؟! يقول السفير الأمريكي في (إسرائيل) فريدمان: إن ما يقوم به جون بايدن من العودة (لتمكين) إيران، بالعودة للاتفاق النووي يشكل خطرًا على اتفاقيات التطبيع بالتراجع أو الإلغاء.
هذا القول لفريدمان قول مرسل لا يصمد أمام النقاش السياسي، لا سيما إذا أخذنا بالحسبان أن الدول التي وقَّعت اتفاقية أبراهام مع (إسرائيل) قالت إنه اتفاق سيادة ومصالح لا يستهدف الإضرار بأحد.
تصريحات فريدمان الأخيرة تقول إن اتفاقيات التطبيع كانت عملًا مشتركًا لمنع إيران من (التمكين) بحسب تسمية فريدمان. أي إن ما نفته دول التطبيع كان نفيًا كاذبًا! ويعني أن الاتفاقيات لم تكن ذات مغزى بالنسبة إلى أمريكا ومصالحها في المنطقة، بل كانت فقط تراعي مصالح (إسرائيل)، وتمهد لها الطريق للعواصم العربية والإسلامية.
ولو كانت الاتفاقيات ذات مغزى لأمريكا لتحدث فريدمان عن الأضرار التي تلحق بمصالح أمريكا من عودة بايدن للاتفاق النووي الايراني. لو كانت اتفاقيات التطبيع ذات مغزى حقيقي لأمريكا نفسها لما وضع فريدمان (إسرائيل) في وسط هذه المصالح.
نعم قد يعود بايدن للاتفاق مع إيران، وهذه العودة لا تحظى برضا (إسرائيل)، وقد لا تحظى برضا دول التطبيع التي في اتفاق أبرهام، ولكن هذه العودة لن تهدم اتفاقيات التطبيع، ولن تذهب الدول العربية إلى التراجع عنها أو إلغائها، بل من المتوقع أن تستمر هذه الاتفاقيات وأن تنمو، بدليل الأعداد الكبيرة من الإسرائيليين الذين زاروا أبوظبي، واستيراد أبوظبي منتجات المستوطنات (الإسرائيلية)، ومن ثم ذهبت فلسطين إلى الأمم المتحدة تشتكي الإمارات لأنها تخالف ما أقرته المجموعة الدولية.
إذا كانت هذه هي الحالة القائمة تسير بهذا الشكل الحميمي على الأقل حميمية المصالح، فكلام فريدمان آنف الذكر هو كلام مرسل يهدف إلى إثارة جماعات الضغط اليهودي، وهو لا يقدم الحقيقة للمواطن الأمريكي، لأن (إسرائيل) عنده قبل أميركا.
إن ما قد ينغص على اتفاقيات أبراهام هو ما تحدثت عنه الصحف العبرية والدولية عن سرقات السائحين الإسرائليين من الفنادق الإمارتية التي دنت إلى حد سرقة المناشف، وشرب الخمور من ثلاجات غرف النوم وإعادة الزجاجات مملوءة بالماء للتهرب من دفع الثمن، إضافة إلى شبكات بيع الهوى والرذيلة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم، إضافة إلى انتشار شبكات التجسس، وخرجت روائحها القذرة للمجتمعات النظيفة في هذه البلدان. في الختام أقول إن مصالح دول التطبيع ليست مع إسرائيل، وليست في عداء متزايد مع إيران يكون فريدمان عنوانًا له.