"فش رحمة، ابني أجرى عملية وينتظر الثانية، وهيثم الهدرة يرفض إعطاءنا التحويلة".. بهذه الكلمات بدأ مريض السرطان يامن محمود الحديث عن معاناته مع دائرة العلاج بالخارج بوزارة الصحة في رام الله؛ للحصول على تحويلة علاج.
ومنذ يوليو/ تموز 2019 يحاول الطفل محمود (10 سنوات) إخراج تحويلة لإجراء العملية الثانية له وإزالة ورم في جسمه، لكن محاولاته جميعها باءت بالفشل بسبب عدم استجابة دائرة العلاج بالخارج لطلبه، ثم وقف استقباله.
ولم يتوقف الطفل محمود عن البكاء عند حديثه لصحيفة "فلسطين" عن الآلام الذي يشعر بها نتيجة تأخر علاجه، وعدم منح السلطة تحويلة طبية له؛ ليتمكن من إجراء العملية المقررة له منذ نحو عامين.
وحسب محمود، لم تنجح محاولات علاجه داخل مستشفيات الضفة الغربية المحتلة، مع وجود توصية من الأطباء الفلسطينيين بضرورة تحويله إلى أحد مستشفيات الداخل المحتل؛ لكون العلاج يتوفر فيها ولا يوجد في المستشفيات المحلية.
ورفضت دائرة العلاج بالخارج إعطاء تحويلة طبية للطفل المصاب بالسرطان رغم توصية الأطباء بسرعة منحه تحويلة للعلاج، وهو ما دفعه إلى تقديم مناشدات إلى رئيس السلطة محمود عباس، ووزيرة الصحة بحكومة رام الله مي كيلة، لكن لم يتلق أي استجابة منهما.
ولم يكن مريض السرطان أفضل حالا من المصاب بالكبد الوبائي الطفل ليث محمود، حيث لم تفلح محاولاته المتواصلة منذ أشهر طويلة في الحصول على تحويلة طبية من دائرة العلاج بالخارج لإجراء عملية في أحد مستشفيات الأراضي المحتلة عام 1948.
وازدادت حالة الطفل محمود (12 عاما) بسبب عدم استطاعته إجراء العملية الجراحية اللازمة، واستمرار إعطائه أدوية، ومواصلته الغسيل الكلوي أسبوعيا في أحد مستشفيات الضفة الغربية.
وبسبب "الوعود الكاذبة" التي حصل عليها الطفل محمود من أكثر من جهة رسمية في السلطة، كما يقول، قرر المشاركة في اعتصام أمام مقر المقاطعة في مدينة رام الله؛ للمطالبة بحقه في العلاج.
وخلال وجوده في الاعتصام كما يوضح لـ"فلسطين"، حصل كحال باقي المرضى وذويهم على وعوادات جديدة من قبل مستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية محمود الهباش، بقرب إعطاء التحويلات للمرضى.
ولم يطمئن الطفل محمود للوعودات التي أطلقها الهباش لهم خلال الاعتصام بسبب عدم علاقته بملف المرضى والصحة، ولكونه رجلا سياسيا وبعيدا عن حل مشكلات المواطنين.
مريض السرطان خالد معمر (66 عاما) لم يحصل هو الآخر على حقه بالعلاج في أحد مستشفيات الداخل المحتل؛ بسبب عدم حصوله على موافقة لإصدار تحويلة طبية من دائرة العلاج بالخارج.
ويحتاج معمر الذي تحدث لـ"فلسطين" إلى جلسات علاج كيميائي في أحد مستشفيات الداخل المحتل، خاصة مع انتشار المرض في أجزاء غير بسيطة في جسده خلال الفترة التي حرم خلالها من الحصول على العلاج.
ومنذ أكثر من عام، ومعمر الذي يقطن في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، دائم المراجعة والذهاب إلى مقر دائرة العلاج بالخارج في مدينة غزة؛ للحصول على تحويلة للعلاج، لكن جميع محاولاته كانت ترد من الدائرة، عدا عن إعطائه وعودات "خاوية".
وترفض السلطة إعطاء أي مريض تحويلة طبية للعلاج في مستشفيات الداخل أو خارج فلسطين، حيث أصدرت قرارا بوقف التحويلات الطبية لمشافي الداخل كافة، وفقا لما تناقلته وسائل إعلامية محلية.