تجد في عيونهم الشابة نظرات الإبداع والتفوق وحب الاكتشاف، وخوض التجارب دون خوف أو وجل، فبعض يرى أنه الأجدى لهم الاستمتاع بأعمارهم قبل أن يفوتهم القطار، ولكنهم اتخذوا طريقًا آخر لإيجاد بصمة في عالم الإلكترونيات، فاستطاع ثلاثتهم عمل مشروع (روبوت) يتحكم فيه بـ(البلوتوث) و(الألتراسونيك).
الطلاب محمد الأستاذ، ومصطفى مقداد، وسعيد العرابيد جمعتهم الصداقة، والسن (17 عامًا)، ومدرسة التقوى الثانوية للبنين، إلى جانب شغفهم ببحر التكنولوجيا والإلكترونيات، بفرحة لا تتسع ملامحهم كانوا يقودون (الروبوت) بعد تجارب مريرة وفاشلة بعضها، قطعت عليهم "فلسطين" لحظات اندماجهم لتستفسر منهم عن سبب إقدامهم على عمل هذا المشروع، فأجاب الأستاذ: "حبنا لخوض التجربة، خاصة بعدما تحدث لنا مدرسنا عن مسابقة للـ(روبوت)، وبتحفيز وتشجيع منه شرح لنا أن أي فكرة إبداعية يمكن تنفيذها باستخدام لوحة تسمى (الأردوينو)، فأقدامنا على الخطوة بكل شجاعة".
انطلقوا بكل حماس كل واحد منهم يبحث عن فكرة إبداعية بالبحث في مواقع (الإنترنت)، وفي النهاية أجمعوا على فكرتين، وعلموا على دمجهم في مشروع واحد، وهو (روبوت) سيارة يتحكم فيه بـ(البلوتوث) وقطعة (الألتراسونيك).
بين أن وظيفة هذا (الروبوت) التحكم به وتحريكه عن بعد باستخدام الهاتف الذكي بواسطة تطبيق (Remot XY)، والوظيفة الثانية بواسطة (الألتراسونيك) التي تقوم بقياس المسافات واستشعار كل جسم يقف بجانبه، ويمكن أن يشكل خطرًا أمامه، فيتحرك (الروبوت) بمسار آخر.
الأمر لم يكن سهلًا عليهم كونهم حديثي عهد بهذا المجال، فاشتروا القطع الإلكترونية اللازمة لصنع (الروبوت)، ووزعوا المهام عليهم بأن يبحث كل واحد منهم من طريق (الإنترنت) عن وظيفة القطعة الإلكترونية وكيفية تركيبها، ثم قاموا بتجميعها، واستغرق صنعه مدة 3 أسابيع تقريبًا.
وقال الأستاذ: "الأمر لم يخل من الصعوبات، فاستعنا بمدرس تكنولوجيا المعلومات لتذليل بعضها"، فكانوا في كل مرة يحاولون تشغيله يعيشون في صدمة بسبب مشاكل في (الكود) البرمجي الخاص به، ولكنهم تجاوزوها بفضل إصرارهم على إكمال مشوارهم.
وبين أنه صمم ليتحكم به من طريق (البلوتوث) كونه يمكن صاحبه من التحكم فيه عن بعد، ويمكن استخدامه في أكثر من مجال، خاصة في المناطق الخطرة، للتفحص والتصوير، لتزويده بمجسات ومستشعرات.
ولفت الأستاذ إلى أنهم سيعملون على تطويره بزيادة حجمه وتركيب محركات أكبر تليق بمهام أكبر، مع تغيير طريقة التحكم به بوسيلة أخرى غير (البلوتوث)، ليستطيعوا التحكم به من مسافات أبعد، ورأوا أنهم بالتعلم يمكن لهم أن يقاوموا المحتل.
وتابع حديثه: "المستفيد من هذا الاختراع المجتمع بأكمله، فيمكنهم العمل على تطويره واستخدامه في كثير من مجالات الحياة"، ويتطلعون إلى الوصول إلى أفكار إبداعية تعمل على تنمية فكر الأجيال، وتطوير التكنولوجيا.
واجهوا بعض العقبات عند اشتراء القطع لعدم توافرها، بسبب إغلاق المعابر، وسياسة الاحتلال الذي يمنع إدخال القطع الإلكترونية، ويطمحون إلى تحرر فلسطين من الاحتلال ليتوافر كل ما يلزم القطاع التكنولوجي والعلمي في غزة.