وصف رئيس منتدى التواصل الأوروبي - الفلسطيني زاهر بيراوي، دور سفارات السلطة الفلسطينية في أوربا حول دعم إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم 26 على التوالي، بـالدور "الخجول جدا".
وأوضح بيراوي لـصحيفة "فلسطين"، أمس، أن "الحراك الخجول" للسفارات تجاه إضراب الأسرى - ينحصر وفقا للواقع الملموس في المشاركة ببعض الأنشطة الميدانية التي يمكن أن تقوم بها جمعيات المجتمع المدني الأوروبية أو التابعة للجاليات.
وأشار إلى أن الدور الأساسي للسفارات من تواصل تجاه المستويات السياسية كوزارات الخارجية ونواب المجتمع والأحزاب ووسائل الإعلام وجماعات الضغط، أمر غائب عن أعمال السفارات في أوروبا حول دعم إضراب الأسرى.
ولفت بيراوي إلى أن تحرك بعض السفارات في جانب المشاركة ببعض الأنشطة التي تخص إضراب الأسرى يتغلف بطابع ومنطلقات واعتبارات حزبية مرتبطة بحركة "فتح"، ولم يجد أي متابع لهذا التحرك في وقت إضرابات سابقة خاضها الأسرى كانت محسوبة على بعض القوى الأخرى كحركة حماس أو الجهاد الإسلامي.
وتابع "هناك حالة من الاستثمار السياسي والتمييز في التفاعل مع القضايا الوطنية، وعندما ترتبط بشكل أو آخر مع حركة فتح تجد السفارات تتحرك وهو مأخذ كبير عليها، لأنها لا تحمل الهم الوطني العام، وتتصرف كأنها ممثلة لفتح بشكل أساسي".
وأكد بيراوي أن دور السفارات بشكل عام تجاه القضايا الوطنية "مؤسف"، ولا تقوم بدورها المطلوب منها كسفارات تمثل شعبا تحت الاحتلال، مشيرا إلى عوامل مختلفة تحول دون قيام السفارات التابعة للسلطة في أوربا بدورها يتعلق بعضها بوجود صراعات داخلية بين أطراف حركة "فتح" من ناحية، وعدم اجتهاد السفارات أن تكون ممثلة للشعب الفلسطيني بغض النظر عن انتماءاته وأطيافه من ناحية أخرى.
وذكر أن كثيرا من الأحيان ترى الجالية الفلسطينية في أوروبا، سفارات السلطة ليست إلا مكتبا لحركة "فتح"، أو مكاتب لتنظيمات منظمة التحرير، بعيدا عن المساهمة في دعم القضايا الوطنية ولو بالحد الأدنى.
وتابع بيراوي أن الوقائع أثبتت أن معظم سفراء السلطة في أوروبا مشغولون بشؤونهم واهتماماتهم الخاصة، سيما وأنهم يعتبرون وجودهم وتعيينهم سفراء في دول أوروبا ميزة للاستفادة على كافة الصعد ولكن بصورة شخصية.
ولفت إلى أن اختيار السفراء في أوروبا يجري بناء على قاعدة الولاء للسلطة وحركة "فتح" وليس على قاعدة الكفاءة وهو ما يجعل من دورها ضعيفًا وخجولًا في محطات يتطلب فيها أن تكون الصورة بعكس ذلك تمامًا.
وبين بيراوي أن سفارات السلطة تجد نفسها على أهبة الاستنفار والعمل في حال تعلق الأمر بالصراع أو الاختلاف السياسي مع أبناء الوطن الفلسطيني الواحد كحركة حماس أو الجهاد الإسلامي، والتي بحالة الفهم السياسي هي مكملة للدور الفلسطيني السياسي.
واستدل بيراوي بما قامت به السلطة ووزارة خارجيتها وسفاراتها في وقت انعقاد مؤتمر فلسطينيي الخارج في اسطنبول في فبراير/ شباط الماضي، حيث وقفت صفا معارضا للمؤتمر بدلا من دعمه ليس لشيء إلا استشعار منها أن هذه التجمعات "تكشف سوأتهم".