فلسطين أون لاين

انحباس المطر يُقلق أصحاب الأراضي المزروعة بالقمح والمحاصيل البعلية

...
صورة أرشيفية
خان يونس/ محمد أبو شحمة:

يبدي مزارعو القمح والمحاصيل البعلية خشيتهم من خسائر مالية كبيرة وشيكة من جراء استمرار انحباس الأمطار لأيام طويلة، إذ إن مزروعاتهم تعتمد اعتمادًا رئيسًا على "سُقيا السماء".

وقال مزارعون في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين": إن موسم القمح لهذا العام سيكون ضعيفًا جدًّا إن استمر انحباس الأمطار لأسبوع قادم، خاصة أن المساحات التي تزرع بالحبوب توجد على مقربة من السياج الأمني الفاصل.

وأضافوا أن الموسم الزراعي الحالي يعد الأسوأ على المزارعين منذ سنوات طويلة، إذ لم تنحبس الأمطار خلال شهري ديسمبر ويناير في أوقات سابقة كما هو الوضع الآن.

عام سيئ

المزارع حسين عودة أكد أنه زرع أرضه البالغ مساحتها 22 دونمًا والموجودة قرب السياح الحدودي مع الأراضي المحتلة عام 1948، بالقمح قبل عشرين يومًا على أمل الاعتماد على مياه الأمطار.

وقال عودة: "هذه الأرض لا تصل إليها المياه بسبب إجراءات الاحتلال وتجريد خطوط المياه، وكل عام نخصصها للزراعة البعلية التي تعتمد على مياه الأمطار كالقمح والبطيخ".

وأضاف: إذا استمرت تأخر الأمطار سنخسر هذا العام القمح ولن يكون هناك منتج جيد، كون المحصول يعتمد على مياه الأمطار في بداية زراعته".

ولم يكن الحال أفضل بالنسبة للمزارع إبراهيم معمر الذي بذر أرضه البالغ مساحتها 17 دونمًا بالقمح، إذ ينتظره عام سيئ إن استمر تأخر الأمطار.

وقال معمر: "جهد عام كامل سوف يذهب إن لم يأتِ المطر، كما ستشهد أسعار القمح ارتفاعًا في الأسواق بسبب قلة الإنتاج وعدم جودتها أيضًا".

وأضاف معمر أن القمح يحتاج إلى كميات وفيرة من الأمطار، والمزارع لن يستطيع من خلال إمداد خطوط المياه إلى أرضه تغطية المساحات لكون المياه شحيحة والآبار بعيدة".

وأشار إلى أن الكثير من المزارعين دفعوا مبالغ لتجهيز أرضهم لزراعة القمح، من خلال الحراثة المكلفة، وشراء البذور، إضافة إلى المخاطرة بحياتهم من خلال الذهاب مبكرًا على أراضيهم القريبة من السياج الحدودي.

المزارع أحمد عاشور أكد أنه بدأ في زراعة أرضه بالبطيخ البلدي الذي يعتمد على مياه الأمطار، ولكن لا يوجد لديه أمل في نجاحه بسبب قلة الهطول وعدم نزول الغيث.

وقال عاشور: "في كل عام أزرع الأرض البالغ مساحتها 20 دونمًا بالبطيخ ولا أقوم بريها بالمياه لأنها بعيدة عن الآبار واعتمد على الأمطار ولكن هذا العام يبدو لن أجني شيئًا منها".

وأوضح أن زراعة البطيخ البلدي تبدأ في أواخر شهر ديسمبر، أي مع بداية سقوط الأمطار لسقي البذور، ولكن حتى الآن لم يأتِ المطر، وهو ما يعني "موت هذه البذور".

ولفت إلى أن المزارعين سيخسرون إن استمر تأخر المطر ولم يصل بكميات وفيرة.

انعكاسات كبيرة

خبير المياه والبيئة، المهندس نزار الوحيدي، أكد أن تواصل انحباس الأمطار في هذا وقت من العام، سيكون له انعكاسات كبيرة على البيئة والخزان الجوفي.

وقال الوحيدي لـ"فلسطين": إن أكثر المحاصيل المتضررة من انحباس الغيث هي المحاصيل المطرية التي تعتمد على الأمطار كالقمح والشعير، وهو ما يؤدي لتعرضها للجفاف.

وأضاف الخبير الزراعي المتقاعد من وزارة الزراعة بغزة: "انحباس الأمطار سيؤدي إلى تدهور كبير بمعدلات النمو للقمح والشعير ويؤثر في النبات".

وإذ استمر انحباس المطر أكثر من عشرة أيام قادمة، "فذلك سيؤدي إلى تدهور المحصول بشكل تام".

وأرجع الوحيدي أسباب تأخر الأمطار إلى الانحباس الحراري، وتغييرات في البيئة.

وأوضح أن سقوط كميات كبيرة جدًّا من الأمطار على أيام متفاوتة لا يعني أن الموسم جيد.