لم يجد المُسن الفلسطيني سعيد عرمة من بلدة بيت جرير إلى الشرق من مدينة رام الله، وسيلة للتعبير عن قهره ورفضه ممارسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه الذين سرقوا أرضه وأحلامه، سوى مجابهة جنود الاحتلال المدججين بالسلاح بـ"نكافة/ مقلاع" وحجارة.
ورغم بساطة فعل الشيخ عرمة فإن عظيم فعله وهو يتحين الفرص ليقذف جنود الاحتلال بالحجارة باتت مدار حديث وإعجاب الفلسطينيين.
وتداولت وسائل إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، صورة المسن عرمة، بعدِّها مقاومة فلسطينية شعبية في الدفاع عن الأرض أمام المحتل الإسرائيلي.
وانتشرت صورته على منصات التواصل الاجتماعي والصفحات الإخبارية، وهو يشارك في المواجهات ضد الجيش بقريته "دير جرير".
وأظهرت مقاطع مصورة للشيخ سعيد الملقب بـ"أبي العبد"، وهو يرتدي الكوفية والعِقال والزي الفلسطيني التقليدي "القمباز"، مستخدمًا المقلاع في إلقاء الحجارة في مواجهة الجنود جنبًا إلى جنب مع عشرات الشبان دفاعًا عن أراضيهم.
وميدانيًّا، أضحى عرمة ملهمًا لأبناء بلدته وساحات المواجهة الشعبية في أرجاء الضفة الغربية المحتلة.
وعرمة يعمل سائق حافلة في إحدى مدارس البلدة، وعرَّف نفسه قبل اعتقال الاحتلال له، فجر الجمعة، أنه من جيل "الانتفاضة الأولى" عام 1987، انتفاضة الحجارة.
واستنكرت جميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية، اعتقال عرمة، وعدّته نوعًا من "الإفلاس والفشل في النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني".
وقال قبيل اعتقاله: إن مقاومة الاحتلال لا تقتصر على عمر دون آخر، ولا وسيلة دون أخرى، فالشبان والكهول مطالبون بالدفاع عن الأرض التي يأكل الفلسطينيون من خيراتها.
وأضاف عرمة: "لا نخشى الاعتقال ولا الإصابة، من يخاف لا يذهب لهذه الأماكن (المواجهات)". واستطرد: "من يخاف الاعتقال أو الإصابة أو الشهادة، لن يحرر أرضًا"، معربًا عن إيمانه بـ"قوة الحجر" في مواجهة أسلحة جيش الاحتلال.
وأكد عرمة قائلًا: "ما دام الاحتلال موجودًا فالخطر موجود".
الجدير ذكره أن قرية دير جرير، المستهدفة من قبل المستوطنين والاحتلال تقع شمال شرق مدينة رام الله وتبعد عنها 13 كم، وترتفع 900 متر عن سطح البحر، وتقع على طريق رئيس وتتمتع بموقع حيوي متوسط يربط الشمال بالجنوب ووسط فلسطين.
وتبلغ مساحة أراضي القرية نحو 33.200 دونم، وتزرع فيها أشجار الزيتون والتين والعنب وغيرها من الفواكه، وتحيط بها أراضي قرى كفر مالك والمزرعة الشرقية وسلواد والطيبة وقضاء أريحا. ويبلغ عدد سكان القرية 6 آلاف نسمة.