فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

مساعٍ إسرائيلية حثيثة لثني بايدن عن طريق أوباما

تعيد القراءة الإسرائيلية السلوك المتوقع للرئيس الأمريكي المقبل جو بايدن إلى الأذهان، لكونه كان جزءًا من مبادرة الرئيس السابق باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، لحل القضية الفلسطينية، وربما لأن مصيرها كان الفشل، فقد يبعده ذلك عن محاولة تجديد مبادرات أوباما الفاشلة، رغم علمه أنه من دون "حل" ما للقضية الفلسطينية، فلن يكون بالإمكان تقوية التحالف العربي الإسرائيلي المزعوم بعد اتفاقيات التطبيع.

مع العلم أن التقدير الإسرائيلي ذاته يتحدث عن أن إيجاد مثل ذلك الحل للقضية الفلسطينية قد يشجع دولًا لاستثمار هذا الإنجاز، من أجل إقامة علاقات رسمية مع (إسرائيل)، وصولًا في الوقت نفسه إلى ثني بايدن عن التركيز في الملف الإيراني، بما لا يسرُّ (إسرائيل)، التي تبدو في هذه الحالة مطالَبة بإيجاد صيغة سياسية جديدة للوضع الراهن في الحرم القدسي، حيث ستحل السعودية فعليًّا محل الأردن، وفق التطلع الإسرائيلي الأمريكي.

من السابق لأوانه معرفة إمكانية تحقق هذا السيناريو، لكن التوقع الإسرائيلي أنه في العامين المقبلين سيركز الجهد الإسرائيلي العربي على إرساء الوضع الراهن في الحرم القدسي، لتمكين بايدن من تثبيت أركان التحالف الإسرائيلي العربي، بدلًا من الاستمرار بالحديث عن إيران، رغم أن المؤشرات المتوفرة حتى هذه اللحظة تشير إلى وجود قاسم مشترك بين بايدن وترامب، وهو أنهما يريدان إخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.

تشير المعطيات الإسرائيلية المتوفرة حتى اللحظة إلى أن الخلافات بين الرئيسين الأمريكيين، الخاسر والرابح، تكمن في السؤال عمن سيملأ الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، ففي حين أنشأ ترامب المحور الإسرائيلي العربي، وهو نوع من حلف الناتو الإقليمي المستقبلي ككتلة من شأنها حماية مصالح الولايات المتحدة، فمن المفترض أن يفضل بايدن، بعد أوباما، التقارب مع إيران.

كما أن التصور الأمريكي المتكامل بشأن إيران هو أنها تقع على مفترق طرق للمصالح الأمريكية، رغم أن ذلك يغضب إسرائيل، فهي تقع على حدود روسيا وتركيا والخليج العربي وأفغانستان وباكستان، وهي قريبة من الهند. الرئيس أوباما "اشترى" هذه الفرضية، وأعطاها بعدًا آخر للتواصل مع قوى الإسلام السياسي.

وفي حين قوبلت سياسة أوباما تجاه الشرق الأوسط بغضب إسرائيلي، فقد أدت في الواقع إلى إنجاز اتفاق نووي مع إيران، وتفاهم مع الإسلاميين؛ ما أدى بدوره إلى انهيار الأنظمة العربية بقيادة مصر، والحرب الأهلية الدامية في سوريا وظهور الجماعات المسلحة.

يبقى السؤال الإسرائيلي الملح والضاغط بقوة، عما إذا كان بايدن سيعود لسياسة أوباما؟ صحيح أنه من الصعب معرفة ذلك، لكن الدول العربية تستعد بالفعل لهذا الاحتمال، وكذلك (إسرائيل)، من أجل تقوية "تحالفهما" الذي أسسه ترامب، بإغلاق "الملف الفلسطيني" بشكل أو بآخر، حتى دون تحقيق تطلعات الفلسطينيين أنفسهم!