فلسطين أون لاين

​بين خيام التضامن ومقار الصليب رحلة عناءٍ يومية

...
صورة أرشيفية
قلقيلية - مصطفى صبري

تعيش عائلات الأسرى في أيام صعبة ما بين خيام التضامن ومقار الصليب الأحمر، هي رحلة سعي مضنية في إطار "إضراب الكرامة" الذي دخل اليوم الـــــــ(23).

تتوجه منال يونس شقيقة الأسير المريض عثمان يونس من قلقيلية إلى فعالياتٍ مركزية في مدينة رام الله، نصرةً لشقيقها الأسير وللأسرى كافة.

تقول منال لفلسطين: "والدتي طريحة الفراش بسبب إضرابها عن الطعام، وأنا أذهب في بعض الأيام إلى مدينة رام الله للمشاركة في فعالياتٍ مركزية تنظمها الفعاليات المساندة للأسرى، أحاول تنظيم وقتي بين خيمة التضامن ورعاية أمي الرافضة فك الإضراب، ومقر الصليب الأحمر، حقًّا لا نبالغ حين نقول إن عذابات عائلات الأسرى لا توصف".

ويبدو الإنهاك واضحًا على قسمات وجهها؛ فتتابع الحديث: "لا أحد يشعر بنا أو يقدم المساعدة، نحن نربط مصيرنا بمصير أسرانا، فلو حدث مكروهٌ لهم (لا قدر الله) لن تكون للحياة قيمة، نحن نصبَّر أنفسنا وهم داخل الأسر على أمل الإفراج عنهم، وفي حال تدهور حالتهم سنعايش خسارة فادحة".

بدورها تقول الحاجة لطيفة طبلت من نابلس والدة الأسير وائل طبلت لـــ"فلسطين": "هجرنا منازلنا، وأصبح جزءًا من نظام يومنا هذه الرحلة اليومية إلى خيمة التضامن ومقر الصليب الأحمر، كي نبلّغ رسالة أولادنا الأسرى، معهم نضرب عن الطعام، و"كرمال" عيونهم نتحمل ما لا يُحتمل".

وتشعر الحاجة لطيفة بالأسى إزاء تنكر الكثيرين لقضيتهم، تضيف: "أقولها بمرارةٍ: لا نرى لهم معينًا سوى الله، فدخولهم اليوم الـــــــ23 يعني أنهم في خطرٍ شديد، ولا يفصلهم عن الموت سوى شعرة، في حين هناك من يواصلون حياتهم وكأن إضراب الأسرى في دولة ثانية أو من جنسياتٍ أخرى، لذا سنكون عناوين لذوينا الأسرى أمام العالم أجمع بعد أن غاب العنوان السياسي والحقوقي والإنساني".

من جانبها تقول إخلاص صويص زوجة الأسير القيادي عباس السيد من طولكرم: "إن زوجات وأمهات الأسرى هن من بالميدان، وحضور غيرهم موسمي لا يكاد يُذكر، في حين على الجميع أن يكون حضورهم مكثفًا، لأن الكثافة البشرية سلاح يخشاه الاحتلال، ويصنع الحدث للأسرى".

وتضيف صويص: "إننا أمام كيان يتلذذ بعذابات الأسرى، ويطرح حلولًا لإبادتهم وقتلهم وتغذيتهم تغذية قسرية، ولو أدى ذلك إلى موتهم موتًا جماعيًّا، إضافة إلى أن علاج المضربين لم يعد ذا أهمية لدى مصلحة السجون".

وتضيف: "من المؤسف أن كل ما يحدث للأسرى لم يخلق غضبًا عارمًا يضخ سيولًا بشرية إلى الشوارع ومراكز الاعتصام، وأخشى أن يستمر ضعف المساندة الشعبية للأسرى المضربين، فتكون النتائج كارثية على الجميع، ومن ضمنهم الأسرى وعائلاتهم".

وطالبت صويص بالإسراع في صياغة فعاليات جماهيرية عارمة قبل فوات الأوان، وعدم الاكتفاء بالذهاب إلى خيام التضامن وأمام مقار الصليب الأحمر".

وبالانتقال إلى والدة الأسير المريض معتصم رداد، التي تتنقل بين خيمة التضامن في ميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة، ومقر الصليب الأحمر البعيد مئات الأمتار عن الخيمة؛ بدت صريحة جدًّا وهي تعبر عما يعتمل في داخلها: "عذابًا وجحيمًا تمضي علي أيام الإضراب؛ ابني يجب عليه تناول أدويته يوميًّا، ويُعامله السجانون معاملةً وحشية في "سجن الرملة"، آمل أن يؤتي الإضراب أكله على صعيد الأسرى المرضى خصوصًا".