أكد النائب في الكنيست الإسرائيلي سعيد الخرومي أن انتشار جرائم القتل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 يدلل على استهتار واضح جدًا من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها الأمنية، مشيرًا إلى أنها لم تطرح حلولًا لمعالجة قضايا الجريمة ما جعلها تنتشر انتشارًا كبيرًا.
وأفادت صحيفة "يديعوت" العبرية، أمس، بأن عدد ضحايا جرائم القتل بين فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48، في ارتفاع مستمر هذا العام مقارنةً مع الأعوام الماضية، فقد وصل لـ111 قتيلًا منذ بداية العام.
وأبدت الصحيفة أسفها لعدم اهتمام سلطات الاحتلال الأمنية بمنع تلك الجرائم أو الحد منها، قائلاً: "الاثنين الفائت قُتل فتى عربي (15 عامًا) وأصيب آخر بجراح خطِرة على مرأى ومسمع من شرطة الاحتلال التي لم تتدخل".
يذكر أن جريمة القتل أسفرت عن مقتل الفتى عمر أبو صعلوك وإصابة ابن عمه بجروح حرجة -وكلاهما من اللد- نتيجة إطلاق نار على شارع 6 قرب كفر قاسم، رغم توفُّر حماية لهما من شرطة الاحتلال.
وبيَّن الخرومي أن العام الحالي 2020 شهد ارتفاعًا كبيرًا في عدد جرائم القتل في أراضي الـ48م، معتقدًا أن شرطة الاحتلال لا تقوم بواجبها ومتواطئة في هذه القضايا.
وأشار إلى أن إغراق مجتمع فلسطينيي 48 بالعنف يشتِّت الجهود والطاقات لتصبح كل عائلة أو قبيلة مشغولة بنفسها بدل أن تهتم بالدفاع عن القضايا الكبيرة.
وقال: "يشغلوننا بالجرائم، ويستمرون هم في هدم البيوت، ليلفتونا عن الصراع على الأرض وغيره من القضايا الهامة".
ولفت الخرومي إلى أن حكومة الاحتلال تغذِّي العنف والإجرام، حتى أصبح هناك عصابات إجرامية مسيطرة على الساحة في بعض البلدات العربية، ما حذا ببعض المثقفين والمتعلمين للانتقال للسكن في البلدات اليهودية.
ورأى أن هذه السياسة تهدف لإغراق البلدات العربية في الفقر والضعف، وهي سياسة اتبعها المحتلون منذ قديم الزمان، "فقد عهدنا أن أي حاكم محتل إذا أراد أن يصل بفئة معينة إلى وضع ضعيف فإنه ينشر العنف والجريمة بين أوساطها ليشغلها بتلك القضايا".
وقال: "سبق لوزير الأمن الداخلي السابق جلعاد أردان أن أفاد بأن 90% من السلاح المستخدم في القتل في الوسط العربي مصدره جيش الاحتلال الذي يبيعه أو يسربه لعصابات الإجرام التي تفتك بمجتمعنا العربي".
وشدد الخرومي على أن القضية كبيرة وشائكة جدًا وتحتاج إلى حلول جذرية، "حاولنا -نحن السياسيين العرب- أن نضغط على الحكومة في هذا الجانب لكن دون جدوى، فالاحتلال يغذي الجريمة والعنف وكل ما ينشرها كتجارة المخدرات والخاوة".
وبيَّن أن حكومة الاحتلال تدَّعي أداء واجبها ومتابعة الأمور، وأن الوضع طبيعي ومرضي، "وهذا غير صحيح ومفروغ من عدم صحته، فالحكومة العنصرية لا تقول الحقيقة ونشهد زيادة غير مسبوقة في الجرائم".
وأكد أن المجتمع الإسرائيلي يذهب كله للتطرُّف، خاصة بعد عمليات التطبيع الأخيرة مع الدول العربية التي أعطته ثقة كبيرة بنفسه ليفعل ما يريد.